الرياض
انطلقت، اليوم الإثنين، أعمال القمة العربية الإسلامية المشتركة في العاصمة السعودية الرياض، بمشاركة 50 دولة عربية وإسلامية، وقد افتتح ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان القمة بكلمة ترحيبية تلاها كلمات للقادة المشاركين في القمة.
محمد بن سلمان: يجب عدم انتقاص دور السلطة الفلسطينية
وأكد ولي العهد السعودي، أن الرياض ترفض “رفضاً قاطعاً” الاعتداءات الإسرائيلية على الفلسطينيين، مشيراً إلى أنّ فلسطين يجب أن تُمنح عضوية كاملة في الأمم المتحدة، وقد اعترفت الكثير من الدول بدولة فلسطين.
ودعا بن سلمان في كلمته “المجتمع الدولي إلى إلزام إسرائيل بالوقف الفوري للحرب، وعدم انتقاص دور السلطة الفلسطينية.
وفي الشق الإنساني، انتقد بن سلمان منع الأونروا من القيام بدورها، وكذلك إعاقة عمل الوكالات الإنسانية في غزة، معرباً عن تضامن السعودية مع الفلسطينيين واللبنانيين.
بشار الأسد: نحن نتعامل مع كيان “استعماري”
وخلال كلمته في افتتاح أعمال القمة العربية الإسلامية غير العادية، دعا الرئيس السوري بشار الأسد إلى وقف مجازر الإبادة والقتل في فلسطين ولبنان، مستذكراً القمة السابقة التي انعقدت لإدانة العدوان، مشيراً إلى أن “الجريمة مستمرة”، على حد تعبّيره.
وقال الأسد الذي وصل إلى الرياض اليوم الإثنين لحضور القمة: “نحن لا نتعامل مع دولة بالمعنى القانوني ولكن مع كيان استعماري، غير أن الجرائم الإسرائيلية مستمرة منذ عام”
وأشار إلى أنه في 2002 طرح العرب مبادرة للسلام فكان الرد المزيد من المجازر بحق الفلسطينيين، وفي 1991 قررنا عربياً الدخول في لعبة “النوايا الحسنة الأميركية عبر المشاركة في عملية السلام في مدريد فكان سلامنا حافزا لحروبهم”.
ولم يتطرّق بشار الأسد، في كلمته خلال القمة إلى الضربات الإسرائيلية التي تستهدف سوريا وموقفه منها.
إيران: يجب إنهاء الحرب في غزة ولبنان
كذلك دعا نائب الرئيس الإيراني محمد عارف في كلمته إلى “وقف إطلاق النار في غزة ولبنان” مؤكداً على أنّ الأعمال العدائية مستمرة بالتزامن مع انعقاد القمة العربية الإسلامية في الرياض، ولفت إلى أنه “نشهد أسوأ أعمال عدائية في غزة منذ عقود”.
كما دعا المجتمع الدولي لاتخاذ موقف حازم لإنهاء الحرب في غزة ولبنان.
ميقاتي: لبنان يمرّ بأزمة غير مسبوقة
وخلال كلمته أشار رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي إلى أنّ لبنان يمر بأزمة غير مسبوقة تهدد حاضره ومستقبله. وقال: لا يمكن أن تستمر إسرائيل في عدوانها على لبنان دون حسيب أو رقيب. مضيفاً أنّ “إسرائيل تنتهك اتفاقيات جنيف في غاراتها على لبنان”.
وأوضح أن الخسائر الناجمة عن العدوان الإسرائيلي على لبنان تخطّت 5 مليارات و 100 مليون دولار، بالإضافة إلى خسائر إنسانية فادحة، ونزوح ما يزيد عن 1.2 مليون لبناني.
في السياق، أكد ميقاتي التزام لبنان الكامل والواضح بالقرار 1701 ونشر الجيش بالجنوب داعياً إلى وقف النار فوراً، موضحاً أنّ لبنان “بصدد إنشاء صندوق تشرف عليه الأمم المتحدة لإعادة الإعمار ولتمويل إعادة النازحين”.
السيسي: مستقبل المنطقة على مفترق طرق
أما الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، فاعتبر في كلمته أن “مستقبل المنطقة والعالم أصبح على مفترق طرق، وأنّ ما يحدث بالعدوان غير المقبول على الأراضي الفلسطينية واللبنانية.
وشدد السيسي على أنّ بلاده ترفض “المخططات الرامية للتهجير، مؤكدّاً أنّ مصر ستقف ضد جميع المخططات التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية، سواء عبر تهجير السكان المحليين المدنيين، أو نقلهم قسريا، أو تحويل القطاع إلى مكان غير صالح للحياة، وهو أمر لن نقبل به تحت أي ظرف من الظروف.
كما وصف الرئيس المصري ردود الأفعال الدولية على الأوضاع في قطاع غزة والضفة الغربية ولبنان بالصمت المخجل والعجز الفادح من المجتمع الدولي، عن القيام بالحد الأدنى من واجباته، في مواجهة هذا التهديد الخطير للسلم والأمن الدوليين.
أردوغان: إسرائيل تُدمر الوجود الفلسطيني
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في كلمته إن “إسرائيل تعمل على إلغاء حل الدولتين ومنع عودة الفلسطينيين لبلدهم، وأن حكومة نتنياهو تعمل على التصعيد ولا تسمح بإيصال المساعدات. ودعا أردوغان إلى إيجاد حلول عاجلة لتوصيل المساعدات إلى غزة.
محمود عباس: يجب تعليق عضوية إسرائيل في الأمم المتحدة
وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس في كلمته خلال القمة: إن حرب الإبادة الإسرائيلية ضد الفلسطينيين مستمرة منذ عام بلا توقف، داعياً إلى “تنفيذ قرار مجلس الأمن 2735 القاضي بوقف العدوان الإسرائيلي على غزة، وكذلك تنفيذ قرار مجلس الأمن بوقف الحرب وانسحاب إسرائيل من غزة”.
في السياق، طالب محمود عباس بتعليق عضوية إسرائيل في الأمم المتحدة بسبب مخالفتها للقانون الدولي، داعيا “المجتمع الدولي إلى وقف “إرهاب المستوطنين” ضد الفلسطينيين.
وجاءت هذه القمة امتداداً للقمة العربية – الإسلامية المشتركة التي عقدت في الرياض في 11 تشرين الثاني/نوفمبر 2023، استشعاراً بأهمية توحيد الجهود والخروج بموقف جماعي موّحد، بشأن ما تشهده فلسطين من تطورات تستوجب مواجهتها واحتواء تداعياتها.
وفي أواخر تشرين الأول/أكتوبر، أعلنت وزارة الخارجية السعودية عن القمّة خلال الاجتماع الأوّل لتحالف دولي تأسس بغرض الدفع قدما بحلّ الدولتين لإنهاء النزاع الإسرائيلي الفلسطيني.