في السنوات الأخيرة، أصبحت الضربات الإسرائيلية شبه اليومية على الأراضي السورية حدثًا معتادًا ضمن إطار النزاع الإقليمي المعقد، حيث تستهدف إسرائيل مواقع تابعة للحرس الثوري الإيراني وحلفائه في سوريا، بالإضافة إلى التصعيد على الحدود اللبنانية. يأتي هذا التصعيد في وقت حساس جدًا، حيث تمر المنطقة بتغيرات سياسية وإستراتيجية، تتأثر مباشرة بالأحداث العالمية، مثل الانتخابات الأميركية، وبدور القوى الكبرى كروسيا وإيران في المنطقة.
مستقبل الضربات الإسرائيلية في سوريا: التصعيد أم التهدئة؟
مع استمرار التصعيد بين إسرائيل وحزب الله في لبنان، تزداد احتمالات تعزيز الضربات الإسرائيلية داخل سوريا، حيث ترى إسرائيل في التواجد الإيراني تهديدًا لأمنها القومي. وبالتالي، يُتوقع أن تعزز إسرائيل من وتيرة عملياتها في سوريا، خاصةً في حال استمرار التوترات مع حزب الله، وذلك لحرمانه وحلفائه من أي قدرات لوجستية أو عسكرية قد تساعد في أي نزاع محتمل. وقد تشهد المرحلة المقبلة تصعيدًا قد يصل إلى التوغل المحدود داخل الأراضي السورية، ولكن على الأرجح ستظل إسرائيل متمسكة بالضربات الجوية المحددة، لتجنب انجرارها إلى مواجهة مفتوحة غير مرغوبة مع سوريا.
أسباب امتناع بشار الأسد عن الرد أو التعليق على الضربات الإسرائيلية
يلاحظ المتابعون أن الرئيس السوري بشار الأسد يتجنب التطرق المباشر للضربات الإسرائيلية، وربما يعود ذلك لعدة أسباب تتعلق بتوازنات القوى والسياسة الإقليمية. من الواضح أن النظام السوري يعاني من تحديات عديدة، منها التدخلات الخارجية والوضع الاقتصادي المتدهور. أي رد عسكري مباشر قد يُفاقم من وضع سوريا ويعطي ذريعة لتدخلات أكبر. كما قد يكون هناك نوع من التفاهمات غير المعلنة بين سوريا وإسرائيل، بما يضمن عدم تحول هذه الضربات إلى مواجهة مباشرة.
إضافة إلى ذلك، يعتمد الأسد على دعم حلفائه الإيرانيين والروس، ويبدو أن روسيا تسعى للحفاظ على الاستقرار النسبي في سوريا. لذلك، قد يكون امتناع الأسد عن الرد مرتبطًا بضرورة مراعاة مصالح حلفائه الذين لديهم أولويات مختلفة قد لا تتماشى مع التصعيد المباشر مع إسرائيل.
هل تتوسع الحرب أم تنتهي مع الانتخابات الأميركية؟
تُعد الانتخابات الأميركية في نوفمبر عاملاً رئيسيًا في استشراف مستقبل الصراع، حيث تشكل السياسة الخارجية الأميركية عاملاً مؤثراً في الصراعات الإقليمية. في حال فوز رئيس جديد أو استمرار نفس الإدارة، قد تشهد المنطقة تغيرات في الاستراتيجية الأميركية. إدارة جديدة قد تتبنى نهجًا أكثر دبلوماسية مع إيران، ما قد يؤدي إلى تخفيف التصعيد، بينما قد يستمر الدعم للإجراءات الإسرائيلية في حال ثبات الإدارة الحالية.
بناءً على هذه المعطيات، يبدو أن التصعيد الحالي قد يستمر بوتيرة محدودة، دون توسع كبير في الحرب، حيث أن الأطراف المعنية لا ترغب في اندلاع نزاع شامل في المنطقة. إلا أن أي تغييرات جذرية في السياسة الأميركية أو انهيار التفاهمات الضمنية قد تؤدي إلى توسيع الصراع، مع تأثيرات مباشرة على سوريا ولبنان.
خاتمة
المستقبل السوري يظل رهينًا للمتغيرات الإقليمية والدولية، حيث تفرض عليه القوى الفاعلة في المنطقة ضغوطًا متواصلة. ستبقى إسرائيل على الأرجح متمسكة بضرباتها المحددة ضد أهداف مرتبطة بإيران وحزب الله داخل سوريا، دون أن يصل الأمر إلى توغل كبير. وبالنسبة للرئيس السوري بشار الأسد، فإن استراتيجيته قد تظل قائمة على الاحتواء وتجنب التصعيد المباشر، في انتظار تبلور رؤية أميركية أو دولية قد تؤثر على التوازن في المنطقة.
*كتب هذا النص باستخدام الذكاء الاصطناعي نفسه، عبر ChatGpt ، دون أي يتم إجراء أي تعديل على النص. أما الصورة، فهي نتاج الذكاء الاصطناعي ومأخوذة من موقع ChatGpt .