الحسكة
يمرّ اليوم الأحد بهدوء يلفّه الحذر على مناطق شمال شرقي سوريا، بعد تصعيد القوات التركية والفصائل الموالية لها للهجمات البرية والجوية التي استهدفت عدة مواقع في محافظات الحسكة والرقة وحلب.
وأفاد مصدر عسكري من قوات سوريا الديموقراطية (قسد) لموقع “963+” بأنّ مركز إصلاح غويران في الحسكة شمال شرقي سوريا، قد شهد استعصاءً لعناصر تنظيم “داعش” المحتجزين فيه، وذلك بالتزامن مع القصف التركي.
وأكد المصدر أنّ القائمين على المركز قد تمكنوا من استعادة السيطرة عليه ليل أمس السبت، وإنهاء الاستعصاء.
وصعّدت أنقرة هجماتها على مناطق سيطرة الإدارة الذاتية في عدة مناطق شمال شرقي سوريا وغربها، منذ مساء الأربعاء الماضي وحتى أمس السبت، وذلك بعد هجوم على منشأة للصناعات العسكرية في أنقرة، كان حزب العمال الكردستاني قد تبناه.
ففي محافظة الحسكة استهدف الطيران مصفاة للمحروقات قرب حقل عودة جنوب شرقي بلدة القحطانية، وفي مدينة القامشلي، قصفت طائرات مسيّرة تركية مواقع عدة شملت شركة تطوير المجتمع الزراعي، ومرآبا ومرافق خدمية، إضافة إلى آبار نفط في رميلان.
وامتد القصف ليشمل مصنعا لإنتاج أكياس البلاستيك في منطقة كوجرات بريف مدينة ديريك (المالكية) شمال الحسكة، وقُتل 8 عمال بمحطة للغاز في السويدية بريف القامشلي جراء غارة جوية تركية، كما أصيب 15 مدنيا بإصابات متفاوتة، وتم نقل المصابين إلى المستشفى، وأصيب رجل خمسيني وطفلة تبلغ من العمر 8 سنوات بجروح من جرّاء قصف مدفعي نفذته القوات التركية والفصائل الموالية لها على قرية أم الكيف في تل تمر شمال غربي المحافظة.
وفي محافظة الرقة، قصفت القوات التركية والفصائل الموالية لها بالمدفعية الثقيلة محاور بلدة عين عيسى، والطريق الدولي M4، ومحيط مخيم عين عيسى القديم بريف الرقة الشمالي.
وفي محافظة حلب، استهدفت القوات التركية والفصائل الموالية لها بقذائف المدفعية قرية تل سوسن ومحيط مخيم سردم بمنطقة الشهباء، مما أدى إلى إصابة أحد المدنيين، وفي مدينة كوباني، استشهد عاملان وأصيب 5 آخرون بجروح متفاوتة جراء قصف الطيران المسيّر التركي لصوامع الحبوب في قرية روفي بريف المدينة، فيما طالت الضربات صالة أفراح وجبل مشتنور، وجبل بركل، وفرن آلي، ومطحنة صوامع في قرية روفي.
وقال المجلس التنفيذي في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا صباح اليوم الأحد، في بيان، إنّ “إجمالي الهجمات التركية على المنطقة بلغ 1031 هجوما، أسفرت عن مقتل 17 شخصا وإصابة 65 آخرين مدنيين وعسكريين”.
وأشار المجلس التنفيذي إلى أنّ “عدد الهجمات التركية عبر الطائرات المسيرة بلغ 118 هجوما، فيما بلغ عدد هجمات الطائرات الحربية 20 هجوما، إضافة لقصف المنطقة بـ 893 قذيفة هاون”.
القوات الحكومية تقصف ريف حلب بالمسيّرات
واستهدفت القوات الحكومية بـ 10 طائرات مسيّرة انتحارية محاور مدينة الأتارب وقرى كفرعمة والقصر وكفرتعال الواقعة في الريف الغربي لحلب شمال البلاد، دون ورود معلومات عن خسائر بشرية، تزامنا مع تحليق لطيران الاستطلاع في أجواء المنطقة، كما حلقت اليوم طائرة استطلاع تابعة للتحالف الدولي في أجواء ريفي حلب وإدلب شمال غربي البلاد.
كما أصيب عنصران من القوات الحكومية بجراح متفاوتة، جراء انفجار لغم أرضي زرعه تنظيم “داعش” سابقا في قرية توينان بريف سلمية الواقعة في الريف الشرقي لمحافظة حماة غربي سوريا، وتم نقلهما إلى مستشفى سلمية الوطني لتلقي العلاج.
تحليق مكثّف للطيران الإسرائيلي جنوب البلاد
وشهدت مناطق ريفي محافظتي درعا والقنيطرة جنوب سوريا تحليقا مكثفا للطيران الحربي الإسرائيلي مع فتح جدار الصوت، دون تنفيذ أي غارات جوية، ودون أي محاولات تصدي لها من الدفاعات الجوية التابعة للقوات الحكومية.
وجاء تحليق الطيران الإسرائيلي في أجواء محافظتي القنيطرة ودرعا بالتزامن مع التصعيد الإسرائيلي العنيف على الأراضي السورية والذي ركز بشكل كبير على استهداف الحدود السورية – اللبنانية.
ومنذ بداية تشري الأول/أكتوبر الجاري، نفذت إسرائيل 38 استهدافا كان من بينها 31 استهدافا جويا و7 برية، طالت العديد من المحافظات السورية، وأسفرت عن مقتل 22 عنصر من القوات الحكومية والفصائل الموالية لإيران وإصابة 17 منهم، كما أسفرت عن مقتل 18 مدنيا بينهم 7 سيدات و4 أطفال وعائلة من جنسية يمنية وشخص لبناني الجنسية، وإصابة 17 آخرين بجراح متفاوتة، وكان من بين الهجمات الإسرائيلية 5 على العاصمة دمشق.
11 عمليّة لـ “داعش”
أمّا تنظيم “داعش” المصنف إرهابيا من الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية والآسيوية، فتنبى منذ مطلع أكتوبر الجاري 11 عملية في محافظات الحسكة ودير الزور وحمص، أسفرت عن مقتل 8 أشخاص وإعطاب عدد من ناقلات النفط وسكب حمولتها، في إطار “الحرب الاقتصادية” التي يشنها التنظيم بعد دحره عسكريا.