بيروت
علّق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على استهداف مُسيّرة أطلقت من لبنان نحو منزله في قيساريا اليوم السبت، وذلك في مقطع فيديو تداولته وسائل إعلام ومجموعات إسرائيلية على منصات التواصل الاجتماعي.
وقال نتنياهو في التسجيل المرئي رداً على سؤال حول كيفية سير الأمور: “أول أمس قتلنا يحيى السنوار، وقلت إننا في حرب النهضة، وسنواصل حتى النهاية” مضيفا “أنا فخور بجنودنا، وفخور بضباطنا وأنا فخور بكم سكانَ إسرائيل”.
وفي رده على سؤال إن كان ثمة ما سيردعه؟ أجاب: ” لا، لن يردعنا أي شيء.. سنستمر حتى النصر”.
وكان مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي قد أصدر بياناً في وقت سابق اليوم، قال فيه: “تم إطلاق مسيّرة باتجاه بيت رئيس الوزراء في قيساريا، ولم يكن وزوجته في المكان، وما من إصابات”.
وأفادت القناة 12 الإسرائيلية لاحقا، بأنّ مسؤول كبير (لم تسمّه)، قال: “إيران حاولت اغتيال رئيس حكومة إسرائيل”، دون ذكر تفاصيل إضافية.
كما تحدث موقع “واينت” الإسرائيلي عن رفع حالة التأهب في أعقاب استهداف منزل نتنياهو في قيساريا، إذ استنفرت وحدة تأمين الشخصيات لحماية رموز الدولة، وشددت تعليماتها فيما يتعلق بتحركات الشخصيات المهمة.
وأشارت صحيفة “معاريف” إلى اعتقاد مسؤولين في المؤسسة الأمنية أنّ ما حدث يعكس “فشلاً أمنياً خطيراً للغاية، ولحسن الحظ أن رئيس الوزراء لم يكن في المنزل، لكن هذا لا يقلل من حجم الإخفاق”.
وتؤكد الصحيفة أنّ الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام (الشاباك) سيكونان مطالبين الآن بالتحقق من كيفية دخول مُسيرة إلى البلدة التي يقع فيها منزل رئيس الوزراء ولماذا لم يتم اعتراضها، مضيفةً “في ظاهر الأمر يدور الحديث عن فشل لسلاح الجو”، فيما أعلن الجيش أن سلاح الجو بدأ التحقيق في الواقعة.
وتسود حالة من الغضب بين سكان قيساريا لعدم تفعيل صفارات الإنذار جراء إطلاق المسيّرة تجاه منزل نتنياهو، وفقا لـ “معاريف”، كما نقلت عن شاهد عيان من سكان المدينة قوله: “لم يكن هناك إنذار مسبق، سمعنا صوتاً كما لو كان صاروخاً في السماء”.
وأضاف الشاهد: “لم يفهم المصلون الذين غادروا كنيساً مجاوراً سبب الضجة، خرجنا وشاهدنا وسائل الإعلام وأدركنا حينها ما حدث هنا”.
وقال آخر: “كانت هناك طائرة مروحية في الجو، ثم حدث دوي انفجار كبير شعر به جميع سكان قيساريا، ولم تكن هناك إنذارات، إنه أمر مخيف، لو أصابت المسيّرة منزلا به أشخاص لكانت هناك كارثة”.
ونشرت هيئة البث الإسرائيلية مقطعاً مصوراً يظهر المُسيّرة التي أُطلقت تجاه منزل نتنياهو وهي تمر في أجواء قيساريا بجانب مروحية من دون أن تعترضها.
وكان “حزب الله” اللبناني المدعوم من إيران قد أعلن الخميس الماضي، إطلاق مرحلة “جديدة وتصاعدية” في المواجهة مع الجيش الإسرائيلي، رداً على “العدوان” الذي كثفه على لبنان منذ 23 أيلول/سبتمبر الماضي، موضحاً أنّ عناصره يواصلون القوات الإسرائيلي “خسائر فادحة في عدّته وعديده من ضباط وجنود” على امتداد محاور المواجهة في جنوب لبنان وصولاً إلى “أماكن وجوده في عمق فلسطين المحتلة”.
استمرار الغارات على لبنان
وفي السياق، أعلنت وزارة الصحة اللبنانية اليوم السبت، مقتل 6 أشخاص بغارات إسرائيلية وسط وجنوب البلاد، وقالت في بيانين منفصلين، إنّ “غارة إسرائيلية على سيارة في جونية مركز قضاء كسروان وسط البلاد أسفرت عن مقتل شخصين”.
وأضافت الصحة اللبنانية أنّ “غارة إسرائيلية على بلدة زفتا جنوب البلاد أدت إلى مقتل 3 أشخاص وإصابة آخر بجروح”.
وأوضح الدفاع المدني اللبناني في بيان نشره عبر منصة “فيسبوك”، بأنّ مسيّرة إسرائيلية استهدفت سيارة من نوع جيب على الطريق السريع في ساحل علما بقضاء كسروان، مشيرا إلى أن عناصره هرعوا إلى مكان الاستهداف حيث تم العثور على جثث رجل وامرأة في الحرج المجاور للموقع، وتم نقلهما إلى مستشفى البوار الحكومي.
كما قُتل لبناني وأصيب 10 آخرون في غارات إسرائيلية استهدفت مناطق متفرقة شرق وجنوب لبنان.
وأعلنت الوكالة “الوطنية” اللبنانية عن مقتل شخص واحد، وإصابة اثنين آخرين في استهداف إسرائيلي لشقة سكنية ببلدة شتورة بمحافظة البقاع شرقي البلاد.
وفي جنوب لبنان، أصيب 5 أشخاص أحدهم إصابته خطرة، بقصف إسرائيلي استهدف صباحاً مبنى في جل البحر بقضاء صور قرب مركز المشرق الطبي في مجمع الساحلي، بحسب الوكالة.
كما أصيب 3 آخرون بغارات إسرائيلية على بلدة الخرايب في الجنوب، وأشارت الوكالة إلى أنّ القصف الإسرائيلي لم ينقطع طوال الليلة الماضية على محيط مدينة صور جنوبي لبنان.
وأضافت أنّ “مسيرة إسرائيلية استهدفت صباح اليوم السبت بصاروخ موجه بلدة عبا”، كما تعرضت المنطقة الواقعة بين النبطية الفوقا وموقع الدبشة سابقا لـ 3 غارات جوية.
واستهدفت غارة إسرائيلية صباح اليوم أيضا محيط مبنى منظمة “ماغ لنزع الألغام” سابقا في قرية كفرجوز بالنبطية.