دمشق
فقد الوسط الثقافي في سوريا، اليوم الجمعة الفنانة التشكيلية الدكتورة بثينة علي عن عمر ناهز الـ 50 عاماً بعد صراع طويل مع المرض.
ونعت وزارة الثقافة مديرية الفنون الجميلة التابعة للحكومة السورية الفنانة علي والتي كانت تعمل مدرسة للتصوير في كلية الفنون الجميلة بدمشق.
وقال الكاتب والناقد ورئيس القسم الثقافي في جريدة تشرين التابعة للحكومة السورية، علي الراعي لموقع “963+”، إنه “يمكننا أن نتلمس تميز تجربة الراحلة بمنحيين الأول هو التدريس حيث كانت أستاذة مميزة في كلية الفنون الجميلة بدمشق من خلال علاقتها المختلفة مع طلابها، أما المنحى الثاني فهو اتجاهها نحو الفن التركيبي او التجهيزي او ما يسمى المفاهيمي أو installation)) على الرغم أنها مختصة بالتصوير”.
وأضاف، “ابتعدت الفنانة الراحلة عن الريشة والألوان وفضلت العمل في الفن الثلاثي الأبعاد راغبة باشراك المتلقي وإدخاله داخل العمل الفني وقد قدمت العشرات من التجارب المختلفة بدءاً من الخيمة البدوية وهو مشروع تخرجها من جامعة السوربون في العاصمة الفرنسية باريس إلى آخر ذاكرة الماء حيث تشكل الراحلة تجربة تشكيلية هامة جداً وخسارة للوسط التشكيلي السوري”.
وكانت بثينة علي قد أسست مؤسسة “مدد” والتي تعتني بدعم الشباب السوري في مجال الفن وكان آخر مشاريع المؤسسة معرض ” ذاكرة الماء ” المقام حالياً في حديقة المتحف الوطني بدمشق وقد أغلقه المشاركون حداداً على رحيلها.
وأكد المخرج السينمائي جود سعيد، أن “الجسد التعليمي في كلية الفنون الجميلة والفنانين التشكيليين قد فقدوا مرجعاً مهماً للغاية، وشخصاً مسكوناً بالبحث عن التجارب وفنانة استطاعت أن تضع بصمتها في المشهد التشكيلي العام”.
ويقول سعيد لـ “963+”، “بحكم قربي من عائلة الراحلة منذ الطفولة أعرف تماماً من هي بثينة وكيف تربت على الكرم وعلى مساعدة الأخرين دائماً، وكانت مهتمة بدعم الشباب وإيجاد مساحة تعبير لهم”.
والفنانة التشكيلية بثينة علي، من مواليد دمشق عام 1974 تنحدر من قرية بيت حجيرة بريف اللاذقية على الساحل السوري، وحاصلة على دبلوم المدرسة الوطنية العليا للفنون الجميلة “قسم التصوير” من فرنسا، ودبلوم دراسات عليا في الفنون الجميلة “قسم تصوير” من جامعة دمشق.