دمشق
تتزايد حالات الخطف في محافظة السويداء السورية الواقعة جنوب البلاد، حتى أصبحت حالة اعتيادية تحصل في وضح النهار، ما أثار استياء أهالي المحافظة، وسط عجز الأجهزة الأمنية الحكومية في السيطرة على هذه الظاهرة
وفي إحدى المرات القليلة التي تفشل فيها عمليات الخطف، قبضت الأجهزة الأمنية الحكومية اليوم الخميس على عصابة للخطف في ريف السويداء، بعدما اشتبكت معها على أوتوستراد درعا – دمشق. وقد أسفر الاشتباك عن مقتل أحد المخطوفين، وهو متعاقد مع جهةٍ أمنية.
وفي رواية أوردها موقع “السويداء 24″، استدرجت العصابة سائق سيارة بحجة وجود طلب سفر مستعجل، وحين رفضت سيارة الخاطفين التوقف عند إحدى النقاط الأمنية، أطلق عناصر الأمن النار فرد الخاطفون، وحصل الاشتباك، فأصيب المخطوف المقيد في المقعد الخلفي للسيارة برصاصات قاتلة، وتمكن الأمن من القبض على الخاطفين بمساعدة أهالي المنطقة.
زوار نازحون وسياح
وتستهدف عصابات الخطف في جنوب سوريا، في أغلبية عملياتها، الزوار الغرباء عن المنطقة وأبناء النازحين إلى السويداء وميسوري الحال، إضافة إلى سالكي طرق التهريب من المدنيين الهاربين من ويلات الحرب السورية والأوضاع الاقتصادية. وبعد حصول عملية الخطف، يتواصل الخاطفون مع أهل المخطوف طالبين فدية مالية كبيرة، ربما تصل إلى آلاف عدة من الدولارات.
كذلك، تشمل عمليات الخطف أيضاً عراقيين وأردنيين. وكانت وزارة الخارجية الأردنية قد أعلنت في 28 آب/أغسطس الماضي عن اختفاء مواطنين أردنيين داخل الأراضي السورية، ليتبين لاحقاً أنهما كانا مخطوفين في جنوب سوريا، وتم تحريرهما بالتعاون مع السلطات السورية، بحسب بيان الخارجية الأردنية.
وفي 15 سبتمبر الماضي، أفرجت عصابة خطف في حمص وسط سوريا عن مواطن عراقي، بعد تدخل مباشر من السفارة العراقية في دمشق، بعد 20 يوماً من اختطافه في حي العباسية في المدينة.
ولم تتوقف عصابات الخطف في سوريا عند هذا الحد، بل دأبت أيضاً إلى خطف اللبناني أسامة العبيد بعد دخوله إلى مدينة حمص، فردّ أقاربه في وادي خالد شمال لبنان إلى خطف 12 شخصاً من أرياف حمص. لا يُعرف مصير العبيد حتى الآن. وبعد تسريب صور له مكبّل اليدين وعليه آثار التعذيب، نفذت عائلته وقفة احتجاجية على الطريق الدولية عند معبر البقيعة-تلكلخ الحدودي بين سوريا ولبنان، وقالوا إن الخاطفين يطلبون 4000 دولار لإطلاقه.
كذلك، اختطفت عصابة مسلحة طفلة تبلغ من العمر 12 عاماً الأحد الماضي، فيما كانت خارج منزلها في بلدة الصفصافة بريف طرطوس، التي تخضع لسيطرة الحكومة السورية، وطالب الخاطفون بفدية مالية قدرها 500 مليون ليرة سورية (نحو 38 ألف دولار) للإفراج عنها.
أرقام وحقائق
يحصي المرصد السوري لحقوق الإنسان أكثر من 223 حالة اختطاف ضمن مناطق سيطرة الحكومة السورية منذ بداية العام الجاري وحتى منتصف أيلول/سبتمبر الماضي، منها 103 حالات في الجنوب السوري وحده، موزعة بين محافظتي درعا والسويداء.
وتنشط هذه العصابات في مناطق أخرى حتى صارت عدد أفرادها كبيراً. يقول المرصد إن عدد أفراد عصابة التي يترأسها شجاع العلي، والمختصة بالخطف غربي حمص وسط سوريا، يتجاوز 350 شخصاً، يتحدرون من مختلف قرى وبلدات الريف الغربي للمدينة، ويتقاضون مبالغ مالية شهرية من عائدات تجارة المخدرات وعمليات الخطف.
ويتحدث المرصد أيضاً عن مجموعة أبو الزين، الذي يتخذ من حي العباسية في حمص مقراً، فيمنع دخول القوات الحكومية إليه، ويستدرج أشخاصاً من مختلف المحافظات السورية بذرائع مختلفة، أشهرها بيع سيارات فارهة أو تصفية بضائع للمصانع المتوقفة عن العمل بأسعار رخيصة بداعي السفر.