بيروت
وسّعت إسرائيل دائرة قصفها للبنان اليوم الإثنين، إذ استهدفت غارة إسرائيليّة طريق زغرتا – إهدن في محلّة أيطو بشمال لبنان، للمرّة الأولى منذ بدء المواجهات مع “حزب الله”.
وتسكن في هذه المنطقة أغلبية مسيحية، خصوصاً إهدن، مسقط رأس سليمان فرنجية، المرشح لرئاسة الجمهورية اللبنانية وحليف “حزب الله” والحكومة السورية.
وبحسب الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية اللبنانية، استهدفت الغارة مبنى سكنياً يقطنه نازحون من بلدة عيترون الجنوبية، أسفرت عن سقوط نحو 20 قتيلاً و4 جرحى، نقلاً عن الصليب الأحمر اللبناني.
وقد نقل الجرحى إلى مستشفيات زغرتا، فيما يستمر الدفاع المدني اللبناني، مدعوماً من الجيش اللبناني، في البحث بين الأنقاض عن مفقودين، خصوصاً أن المعلومات الأولية تشير إلى وجود 28 شخصاً في المبنى المؤلّف من طابقين و4 شقق.
وقالت وسائل إعلام إسرائيليّة إنّ الهدف من هذا الهجوم كان عضواً بارزاً في “حزب الله”، يُدعى أحمد فقيه. وهذا أيضاً رأي ميشال معوض، المرشح الرئاسي ومنافس فرنجية والمناهض لـ”حزب الله”، إذ قال في تصريح صحفي: “ما تم استهدافه ليس بلدة أيطو، بل عنصر حزبي من ’حزب الله‘، كان متواجداً مع عائلته في منزله، وهذا ما وصلنا من الأجهزة الأمنية”.
مقدمة لانتقام إسرائيلي
يقدّر مصدر أمني لبناني لـ “963+” أن تكون غارة أيطو، والغارات العنيفة التي استهدفت أكثر من مدينة وبلدة جنوبية مساءً، وخصوصاً مدينة الغازية في قضاء صور بالجنوب اللبناني، “مقدمة لانتقام إسرائيلي من العملية التي نفذها ’حزب الله‘ مساء أمس الأحد، حين استهدف قاعدة للتدريب تابعة للواء غولاني في قاعدة بنيامينا جنوب حيفا، خصوصاً أنها الغارة الأولى التي تتعرض لها إسرائيل فعلياً منذ حرب 1973، لأن الحزب أطلق مسيّرة مزودة بصاروخ، فأغارت المسيرة على القادة واستهدفت غرفة طعام الجنود الإسرائيليين بصاروخ”، فيما كان وابل صواريخ الكاتيوشا يربك القبة الحديدية، ويشق للمسيّرة طريقها إلى هدفها.
ويضيف المصدر، الذي تحفظ عن الكشف عن هويته: “ربما علينا أن نتقبّل أن الهدوء الذي خيّم على بيروت وضاحيتها الجنوبية منذ الخميس الماضي، أي منذ محاولة اغتيال وفيق صفا، مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في ’حزب الله‘، في منطقة النويري في بيروت، قد انتهى، والجميع ينتظر غارات إسرائيلية قد تتوسع إلى مناطق لم تستهدف سابقاً، وأيطو نموذج حي اليوم”، لافتاً إلى أن التحذير الأميركي المشدد اليوم للمواطنين الأميركيين الموجودين بعد في لبنان دليل على ذلك، “علماً أن الهدوء هذا في بيروت والضاحية حصل بعد اتصال بين الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بحسب ما صرّحت به وسائل إعلام أميركية وإسرائيلية.
وكانت السفارة الأميركية في بيروت قد حثت من بقي من الأميركيين في لبنان إلى المغادرة “لأن الرحلات المغادرة من مطار بيروت “قد لا تستمر إلى ما لا نهاية”، كما جاء في البيان الأميركي.
المطار في دائرة الخطر
ويسأل المصدر نفسه، في حديثه لـ”963+”: “هل هذا مؤشر على عزم إسرائيل ضرب المرافق العامة اللبنانية، مثل المطار والمرفأ، بعدما سقطت الضمانات التي تقول إن بيروت ومطارها محيدان ما دامت تل أبيب ومطارها محيدان؟”، علماً أن حزب الله وجه أمس واليوم صواريخ باليستية إلى تل أبيب، ما أدى إلى توقف الملاحة عصر اليوم في مطار بن غوريون في إسرائيل.
وكان “حزب الله” قد استهدف قاعدة بنيامينا العسكرية بمسيّرة “صياد 107″، التي تنتجها إيران، كما ينتجها “حزب الله” بنفسه في لبنان.
وتتميز هذه المسيّرة بإمكانية برمجتها لتغيّر ارتفاعها واتجاهها بشكل متكرر، وهذا ما يصعّب اكتشافها وتتبعها. ويصل مداها إلى 100 كيلومتر، وهي صغيرة الحجم يصعب اكتشافها بالوسائل البصرية، وتصدر بصمة رادار ضعيفة جداً، لذا تمكنت من اختراق القبة الحديدية.