دمشق
رحل عن عالمنا يوم السبت الماضي 12 تشرين الأول/ أكتوبر، الشاعر والروائي السوري أحمد كامل الخطيب تاركاً إرثاً شعرياً كبيراً.
وبرحيل خطيب، خسر الوسط الثقافي السوري والعربي، واحداً من ألمع الوجوه الشعرية المسكوت عنها إعلامياً، والذي عاش أيامه كلها شعراً ولم يكترث لمكانته في حركة الشعر، وفق ما يروي المقربون منه.
المخرج السوري مأمون الخطيب، شقيق الراحل أحمد الخطيب، قال خلال اتصال مع موقع “963+”: “لقد خسرت أخاً ومهندساً وشاعراً وإنساناً”، مضيفاً: “لا أعرف ماذا أقول يمنعني الحزن من قول أي شيء”.
ومن جانبه، قال الشاعر صقر عليشي، الذي سبق له أن كتب قصيدة ممازحاً فيها أحمد الخطيب ونشرها في ديوانه عناقيد الحكمة عام 2007، إن “الخطيب كان صديقاً رائعاً وإنساناً وفياً وشهماً، خبر رحيله كان مفاجئاً وصادماً”.
وأضاف في تصريحات لـ”963+”: “لم أعرف إنساناً بصفاته وبساطته وبعده عن الزيف، كان شاعراً على السجية، فترى في قصيدته ما هو معتاد ومألوف في الكتابة، وما هو مفاجئ”، مشيراً إلى أن الخطيب “لم يكن يكتب ليسجل اسمه في قائمة الشعراء بل يكتب لحاجة روحية داخلية لديه، وكان له فهمه الخاص للحياة فعاشها غير مبال بمغرياتها”.
تجربة “هستيريا المعنى و…” للشاعر أحمد الخطيب، كان اسمها “هستيريا المعنى والدجاج”، إلا أن الخطيب حذف منها الكلمة الأخيرة في الطبعة التالية، لكنها ظلت “ورطة” ورط فيها عدداً من الأدباء وكانت النتيجة رواية جماعية، وفق ما يروى الشاعر محمد خير الداغستاني الصديق المقرب للخطيب.
ويقول الداغستاني لموقع “963+”، “الخطيب عفوي لدرجة أنك لن تنتبه أنه شاعر مهم وأديب، هو يهرب من رسميات الأجواء الثقافية، لقد جمعنا أنا وهو الفرح والسهر بعيداً عن الشعر والشعراء ومع الشعر والشعراء”، مضيفاً أنه “حالة فريدة يحب أن يكون شاعراً وكفى، وقلائل هم الشعراء والكتاب الذين لا يحبون التعاطي بالنظريات الشعرية والنقدية وهو واحد منهم”.
وترك الخطيب عدة مؤلفات شعرية خلال مسيرته، أبرزها: “لا تذبحوا الماء، هستيريا المعنى و..، شرق الحواس، سيدتي، روضة القطوف، وغيرها”.
وقالت الشاعرة انتصار سليمان: “عرفت أحمد الخطيب في بداية مشواري الأدبي، لم يتغير يوماً ولم أسمع منه إلا كلمة الحق، كان كريماً نبيلاً”.
وأضافت لموقع “963+”: الخطيب لم يكن يهتم لمديح ولم يكن ينتظر كلمة شكر على ما يقدمه من إبداع وإنسانية قل نظيرها في هذا الزمن… انتظرنا على شرفة الغيم يا أحمد”.
والشاعر أحمد الخطيب، من مواليد قرية الملاجة في ريف محافظة طرطوس على الساحل السوري، في 5 شباط/ فبراير 1955، وحاصل على الإجازة في الهندسة المدنية من جامعة دمشق.