بيروت
اعتقل الأمن اللبناني أمس الثلاثاء إسرائيلياً في بيروت، بعد دخوله لبنان في الأيام الأخيرة، بصفته “صحفيًا استقصائيًا”. وبحسب صحيفة “يديعوت أحرونوت”، دخل يهوشواع (شوكي) تارتكوفسكي إلى لبنان مع مجموعة من الصحفيين الآخرين، لكن سلوكه أثار الشكوك، فتم اعتقاله للاستجواب.
وتقول القناة 12 الإسرائيلية إن سلوكه أثار شكوك بعض اللبنانيين. وبعدما قبض عليه الأمن اللبناني، عثر المحققون بحوزته على جواز سفره الإسرائيلي، وتبين أنه دخل لبنان بجواز سفر بريطاني، لكنه أبقى جوازه الإسرائيلي بحوزته أيضًا.
ويلاحظ من يتابع حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي أنها ليست المرة الأولى التي يزور فيها بيروت. وتقول صحيفة “الأخبار” اللبنانية، الموالية لـ”حزب الله”، إن الأمن اللبناني اعتقله بعد أسبوعين من وصوله إلى العاصمة اللبنانية.
وتارتكوفسكي (42 عاماً) يهودي متشدد، حريدي سابق من القدس، وخريج جامعة براون وكلية لندن للاقتصاد، ولد في الولايات المتحدة ويعمل في مجلة “زو دارغ” الأسبوعية، ويقول عنه أحد معارفه “إنه مغامر، ذهب إلى لبنان ليختبر العالم”، فيما وصفه أحدهم بأنه شخص “يغير آراءه طوال الوقت. في يوم من الأيام يكون مع اليمين المتطرف، واليسار المتطرف في اليوم التالي. لم يكن واضحاً، ولم يُفاجأ أصدقاؤه باعتقاله في لبنان”.
يمكن ملاحظة أنه نشر منشورات مؤيدة لـ “عوتسما يهوديت”، بزعامة ايتمار بن غفير، لكن أصدقاءه يصفونه بأنه يساري يعارض الحروب. ولمدة نصف عام، كان مناهضًا للصهيونية، ثم صار من اتباع الحاخام المتطرف مئير كاهانا نصف عام، “وهو وقح جدًا بحيث لا يمكن أن يكون جاسوسًا”، كما نسبت “يديعوت أحرونوت” عن رجل يعرفه.
واتفق كل من يعرفه على القول إنه يسافر حول العالم، وفي كل مرة يقضي أشهرًا هنا وأشهرًا هناك، في اليونان والبرازيل وتركيا وباكستان. وكان قد درس العلاقات الدولية، ويحمل شهادة في الصحافة، ويتقن لغات عدة.
وهذا ليس أول أجنبي يلقي الأمن اللبناني القبض عليه بشبهة التجسس. ففي اليوم التالي لاغتيال أمين عام حزب الله حسن نصر الله، اعتُقل إسرائيلي – ألماني يعمل مع مجلة “بيلد” الألمانية، وحقق معه جهاز الأمن العام، ثم أفرج عنه بضغط من السفارة الألمانية.
وكانت إسرائيل قد نجحت في اختراق “حزب الله”، إن بتفجير أجهزة البيجر للنداء، وأجهزة الاتصال اللاسلكي، أو باغتيال القيادات العسكرية في الحزب، انتهاءً باغتيال أمينه العام حسن نصرالله، فيما لا يزال مصير خليفته هاشم صفي الدين مجهولاً. وأربك هذا الاختراق صفوف “حزب الله” في بيروت والجنوب اللبناني.