حلب
اندلعت اشتباكات بين القوات الحكومية السورية وفصيل “الجبهة الشامية” الموالي لتركيا في ريف حلب شمالي البلاد.
وقصفت “الجبهة الشامية” بقذائف المدفعية والهاون مساء أمس الثلاثاء، مواقع للقوات الحكومية جنوب غربي مدينة الباب قرب معبر “أبو الزندين” بريف حلب الشرقي، وفق ما أفادت صحيفة “الوطن” المقربة من الحكومة.
وردت القوات الحكومية بقصف مواقع “الجبهة الشامية” في محيط “أبو الزندين”، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى، لينسحب بعدها الفصيل من محيط المعبر، بحسب الصحيفة.
وأعلن فصيل “الجبهة الشامية” في آب/ أغسطس الماضي، معارضته إعادة فتح معبر “أبو الزندين” بين القوات الحكومية والفصائل المدعومة من تركيا بريف الباب، إلى جانب معارضته قرار القوات التركية حل فصيل “صقور الشمال” المعارض هو الآخر لفتح المعبر.
وكانت اشتباكات مسلحة قد اندلعت في 30 أيلول/ سبتمبر الماضي، بين فصيلي “صقور الشمال” و”فيلق الشام”، في قريتي شيخورزة ودراقليا بريف عفرين شمالي غربي سوريا، ما أسفر عن وقوع إصابات، وفق ما أفاد حينها المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقال المرصد، إن الاشتباكات جاءت على خلفية، انضمام إحدى المجموعات العاملة ضمن فصيل “صقور الشمال” إلى فصيل “فيلق الشام”، بعد أن حثهم الجانب التركي على الانضمام إلى “الجيش الوطني” مقابل مبالغ مالية، بعد رفض “صقور الشمال” فتح معبر “أبو الزندين”.
وسبق ذلك، محاصرة “الجيش الوطني” مقراً لقيادة فصيل “صقور الشمال” في قرية حوار كلس قرب الحدود السورية – التركية، حيث رد فصيل “الجبهة الشامية”، على الحصار بقطع طريق كفر جنة بريف عفرين، ومنع عناصر “الوطني” من اجتياز حواجزه.
وأسفرت الاشتباكات أيضاً عن استيلاء فصيل “صقور الشمال” على آليتين عسكريتين تابعتين للفصيلين، اللذين انسحبا من المنطقة بعد الاشتباكات.
وكان مصدر عسكري مقرب من فصيل “الجبهة الشامية” قد أكد لموقع “963+” أمس الجمعة، أن مناطق ريف حلب تشهد حالة من الاستنفار، تحسباً لأي طارئ رداً على تحشيدات بعض فصائل “الجيش الوطني”، بعد انضمام “صقور الشمال” إلى صفوف “الجبهة الشامية”.
تجددت الاشتباكات بين الجيش وفصائل الإدارة التركية في محور منفذ «أبو الزندين»، الذي يربط مدينة الباب بمناطق الدولة السورية شرق حلب، وذلك في مسعى من الفصائل لإبقاء المنفذ مغلقاً أمام حركة التجارة، بعد وضعه في الخدمة بشكل رسمي في الـ18 من الشهر ما قبل الماضي، ثم إغلاقه جراء تعدي الفصائل عليه.
وأثار صمت أنقرة على تعديات الفصائل الرافضة لفتح المنفذ، مزيداً من الشكوك حول نيتها افتتاحه والامتثال لرغبة موسكو في ذلك، بموجب «التفاهمات» المشتركة بين الطرفين، ونسفتها بعض الفصائل المناوئة لسياسة أنقرة في المنطقة، والتي يبدو أنها تضمر خلاف ما تعلن من الانفتاح على دمشق عبر إجراءات لتحسين مناخ الثقة معها، وبرعاية من الكرملين.
مصادر أهلية في مدينة الباب، التي يقع المنفذ في طرفها الغربي حيث مناطق هيمنة فصائل أنقرة، أوضحت أن فصيل «الجبهة الشامية» المناوئ لفتح المنفذ، قصف أمس بقذائف الهاون والمدفعية نقاط انتشار وحدات الجيش العربي السوري جنوب غرب مدينة الباب في محور المنفذ، لترد وحدات الجيش على مصادر النيران وتسكتها.
وأكدت المصادر لـ«الوطن» أن رد الجيش بمدفعيته الثقيلة على خروقات «الشامية»، أوقع قتلى وجرحى في صفوف الفصيل، قبل الاشتباك بالأسلحة المتوسطة والثقيلة معه، ما أرغمه على الانسحاب من نقاط تمركزه في محيط المنفذ، والذي يضم مواقع لانتشار جيش الاحتلال التركي، والذي لا يتدخل في الاشتباكات الجارية، على الرغم من أن مهمته حماية المنفذ من أي اعتداء وإبعاد الفصائل الرافضة لافتتاحه عن حرمه، إثر إطلاق قذائف عليه من تلك الفصائل في اليومين الثاني والثالث من وضعه في الخدمة بشكل رسمي، ما أدى إلى إغلاقه بشكل مستمر حتى يوم أمس، على الرغم من قرار ما تسمى «الحكومة المؤقتة» المعارضة التابعة لإدارة أردوغان في الـ4 من الشهر الماضي بافتتاحه رسمياً.
واستغربت المصادر عدم صدور أي رد فعل عن الإدارة التركية حيال تعديات «الشامية» على «أبو الزندين»، مع أنها مستاءة من تصرفاته عقب حل «المؤقتة» لفصيل «صقور الشمال» بطلب من الاستخبارات التركية، وانضمامه لـ«الشامية» التي تعهدت بحمايته، وهو ما سيترك المنفذ مغلقاً على الدوام، من دون مراعاة موقف موسكو التي ستتأثر علاقتها بأنقرة لعدم احترام تعهداتها لها حيال «التفاهمات» المشتركة لإحلال الاستقرار في المنطقة.