963 + – الرقة
شهدت بادية الرقة شمال سوريا، يوم الأحد، حادثاً مأساوياً نجم عن انفجار لغم من مخلفات تنظيم “داعش” أثناء قيام مجموعة من المدنيين بجمع الكمأة، ما أدى إلى مقتل 14 شخصاً وإصابة 8 آخرين على الأقل بجروح مختلفة.
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن محافظ الرقة عبد الرزاق خليفة قوله إنّ “الجرحى يتلقون العلاج حالياً، وهم بحالة جيدة”.
وتُعدّ هذه الحوادث مألوفة في موسم جمع الكمأة، وهو نوع من الفطر البرّي الذي ينمو في الصحراء بعد هطول الأمطار، حيث يُخاطر العديد من السوريين بحياتهم عبر الذهاب إلى المناطق التي كانت خاضعة لسيطرة “داعش” بحثاً عن الكمأة، باعتباره مصدر دخل هام في ظلّ الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعيشها البلاد.
يُذكر أنّ انفجار لغم مماثل قد وقع يوم السبت في ناحية عقريبات بريف حماة الشرقي وسط سوريا، ما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص كانوا يجمعون الكمأة أيضاً.
وتُشير هذه الحوادث إلى خطورة مخلّفات تنظيم “داعش” على المدنيين، ممّا يُؤكّد ضرورة بذل المزيد من الجهود لتنظيف المناطق التي كانت خاضعة لسيطرته من الألغام والعبوات الناسفة، حفاظاً على حياة المدنيين.
وتشهد سوريا عودة محدودة لتنظيم “داعش” المتشدد في الأشهر القليلة الماضية، حيث يقود عمليات أمنية ويفجّر عبوات ناسفة في بعض المناطق، وذلك على الرغم من إعلان هزيمة التنظيم عام 2019 من قبل قوات “سوريا الديموقراطية” (قسد) والتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة.
وللتخفيف من هذه الحوادث المأساوية التي يذهب ضحيتها مدنيين يلحقون مصدر رزقهم، دعت منظمات محلية السكان إلى عدم التوجه إلى المناطق التي زرع فيها تنظيم “داعش” عبواتٍ ناسفة.
وتُطالب بعض المنظمات الدولية بتقديم مساعدة لتنظيف المناطق المُلوّثة من مخلّفات “داعش”، ودعم برامج إعادة التأهيل للأشخاص الذين أصيبوا جراء انفجارات الألغام.
وتُشير تقارير الأمم المتحدة إلى أنّ عدد الضحايا المدنيين جراء انفجارات الألغام والعبوات الناسفة في سوريا قد ارتفع بشكل كبير في السنوات القليلة الماضية، خاصة وأن بعض المناطق باتت شبه آمنة ويمكن التجوّل بها، ما يزيد من حركة الأفراد وبالتالي يزيد من إمكانية انفجار الألغام المزروعة سابقاً فيهم.
وتُؤكّد هذه التقارير على ضرورة العمل بشكل جاد لمعالجة هذه المشكلة، حمايةً لحياة المدنيين وضماناً لسلامتهم.