بيروت
تصرّ وسائل الإعلام الإسرائيلية على أن المستهدف من الغارات على الضاحية الجنوبية اليوم الجمعة هو أمين عام “حزب الله” حسن نصر الله نفسه، وأنه “على الأرجح” لقي حتفه مع مجموعة من القيادات في الدائرة المقربة منه، إلا أن المحللين الإسرائيليين لا يستطيعون الجزم في ذلك.
وأعلن مسؤول إسرائيلي كبير لوكالة “رويترز” أن “من السابق لأوانه القول ما إذا كانت الضربة الإسرائيلية قد أصابت نصر الله”، مضيفاً أن إحدى طرق تحييد تهديدات “حزب الله” هي القضاء على نصر الله، وإسرائيل تهدف إلى تدمير نحو نصف قدرات “حزب الله” الصاروخية والمدفعية.
كذلك، قال مسؤول إسرائيلي كبير لشبكة “سي أن أن”: “إنها مسألة وقت…”، مشيراً إلى أن معرفة التأكد من نجاح عملية إسرائيلية في قتل القيادي في حماس محمد الضيف في غزة في الصيف، استغرق أسابيع، مضيفاً أن قرار استهداف نصرالله كان “صعباً للغاية”، وقال إن التأكيد قد يأتي في أي لحظة، مشيرا إلى أن الأمر “يعتمد على المعلومات الاستخبارية، وعادة ما يحاولون إخفاءها”.
وعندما سُئل عما إذا كان نصرالله حيًا أم ميتًا بعد الغارة، قال مسؤول أمني لبناني للشبكة نفسها: “نحن ننتظر”.
وفي إيران، دعا المرشد الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي، إلى اجتماع طارئ للمجلس الأعلى للأمن القومي في منزله، وفقًا لما قاله مسؤولون إيرانيون لصحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية. واضافا أن هذا الاجتماع يأتي “رداً على الغارة الإسرائيلية في بيروت التي استهدفت حسن نصر الله”، ما يرفع من منسوب الشكوك في نجاته.
إلى ذلك، نقلت وسائل إعلام إيرانية عن مسؤولين قولهم إن الاتصال مقطوع من نصرالله ومرافقيه، فيما قال علي لاريجاني، مستشار المرشد الإيراني، “إن المقاومة لديها قادة وكوادر قوية، وكل قائد يستشهد سيكون له بديل”. وأضاف لاريجاني للتلفزيون الإيراني: “اغتالت إسرائيل العديد من العلماء النوويين الإيرانيين، فهل أوقف ذلك برنامجنا النووي؟ الأمر نفسه ينطبق على المقاومة اللبنانية”. ولهذا الكلام أيضاً دلالاته.
وتابع المسؤول الإسرائيلي: “قررنا التحرك ضد ’حزب الله‘ في قرار صعب للغاية، لكننا نلعب لعبة طويلة الأمد، وإسرائيل هي القوة الوحيدة التي تقاتل إيران ووكلائها بشكل فعال، ولا استطيع القول ما الذي سيحدث، لكن ما حصل قد يكون نقطة تحول، وإسرائيل لا تسعى إلى حرب أوسع نطاقاً”.
وجاء هذا الكلام بعدما شنّت إسرائيل سلسلة غارات على ضاحية بيروت الجنوبية، هي الأعنف منذ حربهما في العام 2006، وقالت إنها استهدفت المقر المركزي لـ”حزب الله”، فيما يستمر الحزب في صمته المطبق، من دون اي تعليق، لا نفياً ولا تعليقاً.
وأعلنت إسرائيل أنها استخدمت صواريخ MK-84 ذات القوة التدميرية الكبيرة في هذا الاستهداف. ويعتبر الصاروخ MK-84 واحداً من أخطر الأسلحة المستخدمة في النزاعات الحديثة. ويعرف أيضا باسم “مارك 84″، وهو صاروخ أميركي متعددة الأغراض، يزن نحو 2000 رطل (900 كيلوغرام). تم تصميمه لتدمير المباني والمنشآت العسكرية الكبيرة، وقد استخدم أول مرة في حرب فيتنام.
ويحتوي هذا الصاروخ على نحو 945 رطل (429 كيلوغرام) من المتفجرات، ما يجعله قادراً على إحداث دمار واسع النطاق. عند انفجاره، يُحدث موجة ضغط تفوق سرعة الصوت، ما يؤدي إلى تدمير المباني في دائرة نصف قطرها 350 مترًا. ويمكن أن يحدث حفرة بعرض 15 مترًا وعمق 11 مترًا، ما يعكس قوتها التدميرية الهائلة.
واستخدم صاروخ MK-84 في العديد من النزاعات العسكرية، بما في ذلك حرب العراق وأفغانستان. كما استخدمته إسرائيل في غاراتها على قطاع غزة، ما أثار جدلاً واسعاً حول التزام الدول القوانين الدولية المتعلقة بحماية المدنيين في أثناء النزاعات.