بيروت
اضطر محمد ماجد مع عائلته وأقاربه وهم سوريون مقيمون منذ سنوات في إحدى القرى جنوب لبنان إلى النزوح مجدداً بعد تصاعد عمليات القصف الإسرائيلية على لبنان خلال الأيام القليلة الماضية.
وقال محمد لموقع “963+”، “كل شيء من حولنا قد دمر تعرض منزلنا لتصدعات نتيجة الضربات الإسرائيلية القوية، لم نكن نعلم أننا نسكن بالقرب من مستودعات سلاح وذخائر لحزب الله”.
وأضاف، “لجئنا نحن كعائلة مكونة من رجلين مسنين ونساء وأطفال وشبان إلى منطقة الشحيم التابعة لمحافظة جبل لبنان للإقامة عند أحد أقاربنا، دون أن نتمكن من استئجار منزل بسبب ارتفاع الأسعار”.
وأشار الشاب السوري، إلى أن خيار العودة إلى البلاد ليس الأفضل بسبب وجود أفراد من العائلة مطلوبين للخدمة العسكرية في القوات الحكومية السورية، قائلاً: “سنهرب من الحرب وتعتقلنا الأجهزة الأمنية الحكومية، لذلك سنكتفى بالدعاء لتنتهي الحرب”.
ووفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، قتل 62 سورياً بينهم 11 سيدة و18 طفلاً في الغارات الإسرائيلية التي استهدفت عدة مناطق في لبنان خلال الأيام الماضية.
الأوضاع الأمنية في لبنان تتسبب بتلاشي خيارات اللاجئين السوريين
بدوره، تحدث نضال محمد وهو لاجئ سوري لـ “963+”، عن نجاته من الموت بأعجوبة جراء الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية بالعاصمة بيروت أثناء تواجده بالعمل الذي تركه لينتقل مع عائلته إلى السكن في البقاع الأوسط.
وقال نضال: “أن تخسر عملك في لبنان يعني أنك أمام أزمة كبيرة ستبدأ مع غياب أجرة أول شهر لأن عليها يتم الاعتماد بدفع أجار المنزل وفواتير الكهرباء والماء والمتطلبات الضرورية”.
واستطاعت ردينة إبراهيم المنحدرة من ريف دمشق العبور إلى سوريا مع زوجها اللبناني وذلك في الساعات الأولى من بدء الهجمات الإسرائيلية على لبنان.
وذكرت ردينة، “استطعنا الدخول في ذات اليوم حيث كانت الحدود مزدحمة والأمر الذي ساعد على تسهيل عبورنا هي جنسية زوجي اللبنانية”.
وأفادت مصادر مطلعة لـ “963+” أن معبر “جديدة يابوس” الحدودي مع لبنان شهد الإثنين الماضي، دخول نحو 2000 لبناني إلى سوريا بالإضافة لعدد مماثل ينتظر انتهاء الإجراءات، كما دخل نحو 3000 مواطن سوري عائدين من لبنان.
وأوضح الصحفي السوري محمد الشيخ، المقيم في بيروت لموقع “963+”، أن “السوريين في لبنان المتضررين من الهجمات الإسرائيلية انتقل معظمهم إلى شمال البلاد نحو منازل أقربائهم كما استأجر البعض منازل مرتفعة الإجارات”.
وهناك أيضاً من قرر العودة إلى سوريا ليصطدم بإجراءات العبور المتضمنة تصريف 100 دولار أميركي والذي ما يزال سارياً رغم معاناة السوريين، بحسب الشيخ.
ومع استمرار الغارات الجوية الإسرائيلية، يفر الآلاف من اللبنانيين والسوريين إلى سوريا من لبنان، الذي يتواجد فيه وفق مفوضية اللاجئين بالأمم المتحدة نحو 1.5 مليون لاجئ سوري.
وأعلنت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، أمس الأربعاء، أن مئات المركبات التي تقل الفارين من الغارات الجوية الإسرائيلية على لبنان “تتكدس” على الحدود السورية، وقال المفوض السامي لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي، إن الشرق الأوسط لا يحتمل أزمة نزوح جديدة.
ورغم التحذيرات الحقوقية والأممية المتكررة من الأوضاع غير الآمنة للعودة إلى سوريا، أعلنت الحكومة السورية يوم الثلاثاء، زيادة الاستعدادات لاستقبال الوافدين من لبنان، كما أعلنت الإدارة الذاتية في شمال شرقي البلاد استعدادها لاستقبال السوريين العائدين.
وفي منتصف أيلول/ سبتمبر الحالي، زارت مساعدة المفوض السامي للاجئين للحماية، روفيندريني مينيكديوبلا، لبنان، وقالت إن الأعمال العدائية في الجنوب أدت لفقدان أرواح ونزوح آلاف اللبنانيين كما اللاجئين السوريين.
ودعت المسؤولة الأممية المجتمع الدولي لتقديم المساعدة، وإيجاد الحلول، “خاصة من خلال تحسين الأوضاع في سوريا بشكل يسمح للاجئين بالعودة الطوعية في ظروف آمنة وكريمة”.