بيروت
قال داني دانون، سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة، اليوم الثلاثاء إن بلاده لا ترغب في اجتياح لبنان، بعد سلسلة من الغارات الدامية التي أدت إلى مقتل نحو 600 مدني لبناني وإصابة نحو 1100 آخرين بجروح مختلفة، ونزوح نحو 20 ألفاً من سكان القرى والبلدات الجنوبية القربية من الحدود إلى العاصمة.
وبحسب ما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية (فرانس برس)، قال دانون: “لقد خضنا تجربة في لبنان في الماضي، ولسنا راغبين في أي اجتياح بري في أي مكان”.
وقالت القناة 12 العبرية إن واشنطن طالبت إسرائيل “بالامتناع عن القيام بأي عمل بري في لبنان”.
إلا أن هذا الكلام وجد نقيضه تماماً في حضور وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت تدريباً للواء السابع مدرعات والكتيبة 202 مظليين في الجيش الإسرائيلي، يحاكي قتالاً برياً في الأراضي اللبنانية، بحسب ما نقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية.
وفي ختام المناورة، توعّد غالانت “حزب الله” “بضربات إضافية جاهزة”، قائلاً لجنوده: “حزب الله ليس حماس، لكن أي عدو تواجهونه ستعرفون كيف تقضون عليه، ونصر الله يفهم ذلك وهو منزعج من ذلك”.
واضاف غالانت: “حزب الله اليوم ليس هو نفسه قبل أسبوع. قالضربات التي تم توجيهها للقيادة والسيطرة فيه، ولعناصره كانت قوية جداً، وأنا أثق في الجيش الإسرائيلي”.
وتوجه إلى ضباطه قائلاً: “أنتم القوات الأكثر تدريبًا في الجيش، ولم يمر أحد بعام من القتال مثلكم، لكنكم تواجهون تنظيماً مختلفاً، صحيح أنه تعرض لضربات قوية، ومعنوياته منخفضة، لكن عندما يقول إنه يريد أن يضربنا ويؤذينا علينا أخذ الأمر على محمل الجد. فهو يعني ما يقول”.
في المقابل، قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي نقلاً عن مصدر عسكري، إن “حزب الله” أطلق أكثر من 400 صاروخ من لبنان تجاه إسرائيل منذ صباح اليوم، في عدد هو الأكبر على الإطلاق منذ بداية الحرب على الحدود اللبنانية في 8 تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قائد منظومة الصواريخ في “حزب الله”
وعلى الرغم من إعلان “حزب الله” قصف مستوطنة غيشر هزيف بصليات صاروخية، وقاعدة دادو العسكرية بـ 50 صاروخاً، واستهدتف قاعدة شمشون بوصاريخ “فادي 3″، ووصول العشرات من صواريخه إلى صفد وحيفا حيث اندلعت النيران، تنقل صحيفة “فايننشال تايمز” عن مصدر مطلع في لبنان قوله إن الحزب “مكشوف، ولا أعتقد أنهم كانوا في مثل هذا الموقف الضعيف من قبل”.
ويأتي هذا الكلام بعد موجة اغتيالات استهدفت أعلى الهرم القيادي في “حزب الله”، ابتداءً برئيس أركانه فؤاد شكر، ومروراً بكبير ضباطه إبراهيم عقيل ونحو 16 قيادياً ميدانياً في “قوات الرضوان” في نفق الجاموس، وانتهاءً باستهداف ابراهيم محمد القبيسي، قائد منظومة الصواريخ في “حزب الله”، اليوم في الغبيري بالضاحية الجنوبية، وبعد تفجير شبكة اتصالاته القائمة على أجهزة المناداة الشخصية “البيجر”.