برلين
تعتزم وكالة الشرطة الألمانية، المسؤولة عن أمن كبار السياسيين، زيادة عدد حراسهم الشخصيين قبل الانتخابات الوطنية المقبلة، بسبب التهديدات المتزايدة.
قال هولجر مونش، رئيس المكتب الاتحادي للشرطة الجنائية، إن لمكتبه حالياً أكثر من 500 حارس شخصي، ويخطط لإضافة 200 آخرين، بحسب موقع “يورونيوز”، مضيفاً: “هذا لا يتعلق بالأخطار المتزايدة في الداخل فحسب، بل أيضًا في الخارج، مثل حروب أوكرانيا أو غزة”.
ومكتب مونش مسؤول عن حماية كبار السياسيين الألمان، وبينهم الرئيس فرانك فالتر شتاينماير، والمستشار أولاف شولتس، ووزراء الحكومة الاتحادية، ونواب بارزون في البرلمان الألماني.
ارتفاع منسوب الخطر
فقد شهدت ألمانيا أخيراً تصاعداً في منسوب التطرف اليميني، خصوصاً مع بدء محاكمة أفراد خططوا لإطاحة الحكومة الاتحادية بانقلاب، وينتمون إلى مجموعة “رايخسبورغر”. وفي مدينة إرفورت الشرقية، رشّ متظاهر يميني سارا فاغنكنيشت، زعيمة “المحافظين اليساريين”، بطلاء أحمر.
إلى ذلك، رفع الخطاب المناهض للاجئين منسوب التوتر في مناطق ألمانية مختلفة، خصوصاً بعد قيام السوري عيسى الكسار بتوجيه طعنات قاتلة إلى عدد من الأشخاص في حفل بمدينة زولينغن في 24 آب/أغسطس، متسبباً في مقتل ثلاثة وإصابة ثمانية آخرين.
واستغل اليمين المتطرف في ألمانيا هذا الهجوم، وغيره من الهجمات المماثلة، ليحشد أنصاره في الانتخابات الإقليمية الأخيرة في شرق البلاد في 1 أيلول/سبتمبر الجاري، على قاعدة المطالبة بترحيل اللاجئين عن ألمانيا، وليسجل حزب “البديل من أجل ألمانيا” فيها نتائج قياسية، وصفها الحزب الديموقراطي الاشتراكي بأنها “مريرة”، وفقاً لما جاء في تقرير نشرته وكالة الصحافة الفرنسية (فرانس برس).
ومقرر إجراء الانتخابات الفيدرالية الألمانية المقبلة في 28 أيلول/ سبتمبر 2025، فيما تشهد السياسة الألمانية حالة من السخط لأن شولتس يحكم بحكومة ائتلافية من ثلاثة أحزاب لا تحظى بشعبية كبيرة، في حين يستمر”البديل من أجل ألمانيا” اليميني المتطرف تقدماً ملحوظاً في استطلاعات الرأي، متصدراً التصويت في انتخابات تورينغن السابقة، على الرغم من أن زعيمه بيورن هوكه ملاحق قضائياً لاستخدامه شعارات نازية.
إحباط مؤامرات في أوروبا
من هذا المنطلق، يتم التشدد في مراقبة وحماية أي شخصية ألمانية، وأي نشاط ألماني، كما سيحصل في “مهرجان أكتوبر”، علماً أن هذا التشدد في حماية المهرجان بدأ في عام 2016، بعدما أطلق مراهق ألماني النار على 9 أشخاص في مركز تجاري في ميونيخ، قبل أن ينتحر.
وعلاوة على نحو 600 شرطي و2000 موظف أمن، سيتم وضع أكثر من 50 كاميرا في أرض المهرجان، بعد تسييجها بالكامل.
ونسبت وكالة “اسوشيتد برس” إلى ديتر رايتر، عمدة ميونيخ، قوله: “علينا أن نتفاعل مع حقيقة كون الهجمات بالسكاكين قد ازدادت في الأسابيع والأشهر الأخيرة، وسنبذل كل ما في وسعنا لضمان عدم قدوم أي شخص إلى مهرجان أكتوبر بسكين أو غيرها من الأسلحة الخطيرة”، إن كان من مجموعات اليمين المتطرف أم من مجتمع اللاجئين، بحسب رايتر.
وما يدفع المسؤولين الألمان إلى المزيد من الحذر هو توالي إحباط المؤامرات في أنحاء أوروبا. فالسلطات الفرنسية أكدت إحباط 3 مؤامرات لضرب الألعاب الأولمبية في باريس والمدن الأخرى التي استضافت الأحداث الصيفية، وبينها خطط لمهاجمة ممثلي إسرائيل في باريس.
وفي النمسا، اعتقل مسؤولون في آب/أغسطس الماضي شاباً خطط لمهاجمة حفلات تايلور سويفت التي تم إلغاؤها في فيينا، ساعياً لقتل الآلاف من المعجبين في هجوم يقال إنه مستوحى من فكر “داعش”، التنظيم المصنف إرهابياً في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول عربية وآسيوية أخرى.