دمشق
طالبت منظمة العفو الدولية اليوم الإثنين، من الولايات المتحدة توفير الإمدادات الأساسية لسكان مخيم الركبان جنوب شرقي سوريا.
وقالت المنظمة في تقرير، إن الولايات المتحدة تتحمل وفق القانون الدولي مسؤولية ضمان توفير الإمدادات لسكان مخيم الركبان، نظراً لسيطرتها الفعلية على منطقة تمتد لـ55 كيلومتراً، جنوب شرقي سوريا قرب المثلث الحدود السوري الأردني العراقي، عبر وجود القاعدة الأميركية في التنف.
وأضافت، أن ما لا يقل عن 8 آلاف نازح سوري عالقون في المخيم، الذي يقع ضمن نطاق سيطرة الولايات المتحدة، ويفتقرون للغذاء والمياه والرعاية الصحية الكافية واللازمة، خاصة مع تدهور الوضع الإنساني في الأشهر الأخيرة.
وقالت نائبة مديرة المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمالي إفريقيا في المنظمة آية مجذوب في التقرير، إنه من غير المعقول أن يبقى آلاف الأشخاص بما في ذلك الأطفال، عالقين في أرض قاحلة يكابدون للبقاء على قيد الحياة من دون الحصول على الضروريات المنقذة للحياة.
واعتبرت أن “سكان مخيم الركبان هم ضحايا الحصار الوحشي الذي تفرضه الحكومة السورية، وقد مُنعوا من الحصول على ملاذ آمن أو واجهوا عمليات ترحيل غير قانونية من قبل السلطات الأردنية”.
ودعت المسؤولة الأممية، الحكومة السوية لرفع الحصار عن المخيم والسماح بوصول المساعدات الإنسانية إليه، مشددةً على ضرورة تحرك الولايات المتحدة والمجتمع الدولي لإيجاد حلول مستدامة لسكان المخيم، مثل إعادة فتح الحدود مع الأردن أو تأمين المرور إلى مناطق أخرى في سوريا.
واستند تقرير المنظمة، على شهادة العديد من سكان المخيم، الذين أكدوا أنهم يعيشون في منازل طينية بدائية لا تقيهم حر الصيف ولا برد الشتاء، ويكابدون للحصول على الغذاء والمياه النظيفة.
وتحدث السكان عن وفاة أطفال بسبب سوء التغذية، فضلاً عن افتقار المخيم للمرافق الطبية والأطباء، باستثناء وجود مركز تدعمه الولايات المتحدة وتشغله ممرضات.
وأشار التقرير نقلاً عن السكان، إلى أن غياب الرعاية الطبية أدى لوفاة طفلين في أثناء الولادة خلال الفترة الأخيرة، فضلاً عن انتشار الأمراض مثل “اليرقان وجدري الماء والحصبة”.
وأكد التقرير، أنه تم توثيق اعتقال القوات الحكومية السورية لكثير من العائدين من المخيم وتعرضهم للتعذيب وسوء المعاملة، إضافة إلى تجنيد كثير منهم قسراً في صفوفها، خاصة بين عامي 2017 و2021.
يذكر، أن مخيم الركبان الذي تم إنشاؤه عام 2015 لإيواء الفارين من تنظيم “داعش” بعد سيطرته على مساحات واسعة من سوريا، كان يؤوي نحو 80 ألف شخص، قبل أن يتقلص العدد إلى 8 آلاف خلال هذه الفترة بعد عودة الآلاف إلى مناطق سيطرة الحكومة السورية بسبب الأوضاع “المزرية” التي يعيشها المخيم.