دمشق
أصدر “الحرس الثوري” الإيراني اليوم الإثنين، أوامر إلى عناصره بالتوقف عن استخدام أي أجهزة اتصال، وفق ما كشف مصدران أمنيان إيرانيان كبيران لوكالة رويترز.
ونقلت الوكالة عن أحد المصدرين، أن “الحرس الثوري” نفذ عملية واسعة لفحص جميع الأجهزة، وليس فقط معدات الاتصال، مشيراً إلى أن معظم تلك الأجهزة إما محلية الصنع أو مستوردة من الصين وروسيا.
ورفض المصدر الإدلاء بتفاصيل حول كيفية تواصل قوات “الحرس الثوري” التي يبلغ قوامها 190 ألف عنصر، واكتفى بالقول “في الوقت الحالي تستخدم أنظمة المراسلة المشفرة”.
تحقيق مع قيادات بـ”الحرس الثوري”
وقال، إن طهران قلقة من اختراق إسرائيلي قد يستخدم كذلك عملاء إيرانيين في الداخل يعملون لصالح إسرائيل، وبدأت بالفعل تحقيقاً شاملاً يستهدف القيادات المتوسطة والرفيعة في “الحرس الثوري”.
وأضاف: “يشمل هذا التدقيق حسابات القيادات المصرفية في إيران والخارج، فضلاً عن تاريخ سفرهم وسفر عائلاتهم”.
وأشار، إلى أن الجيش الإيراني يستخدم مجموعة من أجهزة الاتصالات المشفرة من أجل اتصالات آمنة، لافتاً إلى أن “أجهزة الاتصال العسكرية الإيرانية غالباً ما يتم تطويرها محلياً أو الحصول عليها من مزيج من الموردين المحليين والأجانب”.
وأكد أن القوات المسلحة الإيرانية توقفت عن استخدام أجهزة “بيجر” منذ أكثر من عقدين، حيث طورت طهران أجهزة إرسال لاسلكية عسكرية من خلال قطاع الصناعات الدفاعية لتجنب الاعتماد على الواردات الأجنبية، بسبب العقوبات الغربية المفروضة على البلاد.
كما صرح المسؤول الأمني الآخر، أن “الشاغل الرئيسي لطهران هو حماية المنشآت النووية والصاروخية في البلاد، وخاصة تلك الموجودة تحت الأرض”.
وقال: “منذ العام الماضي، زادت التدابير الأمنية في تلك المواقع بشكل كبير، لم تحدث من قبل هذه الإجراءات الأمنية المشددة والتدابير القصوى”، مشيراً إلى زيادة كبيرة في إجراءات الأمن مقارنة مع المستويات السابقة بعد انفجارات أجهزة “بيجر” في لبنان.
وكان مصدر عسكري مقرب من القوات الحكومية السورية قد قال لموقع “963+” في 19 أيلول/ سبتمبر الجاري، إن “الحرس الثوري” الإيراني عقد اجتماعاً مع مسؤولين من “حزب الله” اللبناني و “حزب الله” العراقي في حي الفيلات بمدينة دير الزور شرقي سوريا، وتم إصدار تعليمات بمنع استخدام جميع أجهزة الاتصال اللاسلكية والهواتف الذكية، والاعتماد على البرقيات المكتوبة لفترة لم يتم تحديدها، بحسب المصدر.
وداهمت دوريات لـ”الحرس الثوري” وفقاً للمصدر، مقر الحماية بمساكن الضباط بحي “التمو” بمدينة الميادين شرقي دير الزور، واعتقلت 4 عناصر محليين، عرف منهم أيمن الضيف المنحدر من مدينة تدمر، دون معرفة التهم الموجهة إليهم.
كما داهمت دورية أخرى مقر الإشارة المختص بتكنيك أجهزة الاتصال اللاسلكية، واعتقلت 7 عناصر من “الحرس الثوري” الإيراني واقتادتهم إلى جهة مجهولة.
وجاء ذلك في أعقاب مقتل قيادي في “الحرس الثوري” وإصابة 5 عناصر آخرين يوم الأربعاء الماضي، جراء انفجار جهاز لاسلكي في حي “التمو” بمدينة الميادين، تزامناً مع مقتل قيادي آخر يدعى الحاج أبو سمية، جراء انفجار جهاز لاسلكي كان في جيبه داخل منزله في حي الفيلات.
وتأتي هذه الإجراءات الأمنية الإيرانية، بعد وقوع تفجيرات متزامنة الثلاثاء الماضي، لأجهزة الاتصال “بيجر” التي يستخدمها عناصر “حزب الله” اللبناني، قبل أن تنفجر في اليوم التالي أجهزة الاتصال اللاسلكي “ووكي توكي” التي يستخدمها الحزب أيضاً، ما أسفر عن مقتل أكثر من 40 شخصاً وإصابة أكثر من 3000 آخرين.