حلب
احتج مصلون في جامع الفاتح بمدينة الباب في ريف محافظة حلب السورية على عدم تطرّق خطيب الجامع للتوتر العسكري بين الفصائل في الشمال السوري، خلال خطبة صلاة الجمعة.
وتداولت منصات محلية، اليوم الجمعة، تسجيلات مصورة تظهر احتجاجات غاضبة داخل مسجد الفاتح، بسبب ما وصفه المصلّون بـ “تجاهل الخطيب التطرّق لأحداث الاقتتال والاشتباكات بين الفصائل” في الشمال السوري.
ويشهد ريف حلب الشمالي والشرقي تصعيداً مستمراً بين “الجبهة الشامية” و”الجيش الوطني” المدعوم من تركيا، وسط تعزيزات عسكرية تُنذر بمواجهات محتملة في أي لحظة.
وتظهر التسجيلات المصورة المصلين ساخطين، لأن خطيب المسجد “كرّر في خطبته، للمرة الثالثة على التوالي، الحديث عن اختلاف العلماء حول الاحتفاء بمولد النبي”، بدلاً من الدعوة إلى إنهاء اقتتال الفصائل.
ويأتي هذا التوتر بعد قرار وزارة الدفاع التابعة لـ “الحكومة السورية المؤقتة” حلّ فصيل “صقور الشمال”، ما أدى إلى انقسام حاد وتوتر بين الفصائل.
ووصل هذا التوتر إلى مرحلة حرجة ليلة أمس الخميس، حيث وقعت مناوشات في محيط بلدتي قطمة وكفرجنة بعد دفع “الجيش الوطني” بجرّافة تحصين لتجهيز سواتر ترابية تطل على مواقع “الجبهة الشامية”، وردّت “الشامية” بإطلاق النار على الآلية ما اضطرها إلى الانسحاب.
وتزامن ذلك مع تعزيزات عسكرية مكثفة من الطرفين، حيث حشدت “الشامية” المزيد من القوات في مدينة إعزاز وريفها، بينما رفعت فصائل “الجيش الوطني” سواتر ترابية مقابل نقاط “الشامية” استعداداً لأي تصعيد.
كما استنفر فصيل “أحرار الشام” الذي يتبع لـ “الجبهة الشامية” في محيط مدينة الباب بريف حلب الشرقي، استعداداً للتصعيد مع “الجيش الوطني”.
وتشير التطورات إلى أن فصيل “صقور الشمال” ما زال متمسكاً بخياره الانضمام إلى “الجبهة الشامية”، ورفض قرار “الحكومة المؤقتة” حلّ نفسه، ومواجهة أي تصعيد قد ينشب بين الأطراف.
وظهر قائد الفصيل حسن حاج علي (حسن خيرية) برفقة عدد من المقاتلين في أحد الجبال في ريف عفرين، استعداداً لصد أي هجوم من “القوة المشتركة”.