برلين
قالت صحيفة “نويه أوسنابروكر تسايتونغ”، اليوم الجمعة، إن نحو 3,48 ملايين لاجئ يعيشون في البلاد، في تعداد جرى بنهاية النصف الأول من عام 2024، بحسب السجل المركزي للأجانب في ألمانيا.
وكشفت الحكومة الألمانية أن عدد اللاجئين في البلاد وصل إلى رقم قياسي جديد، لم يبلغه منذ منتصف القرن الماضي، في حين طالب وزير المالية بالمزيد من الإجراءات للحدّ من توافد طالبي اللجوء إلى ألمانيا.
وقد زاد العدد بنحو 60 ألفاً عما كان عليه بنهاية عام 2023، وهو أكبر رقم منذ خمسينيات القرن العشرين.
وبلغ عدد اللاجئين من أوكرانيا نحو 1,18 مليون شخص، وارتفع عددهم بنحو 45 ألفاً مقارنة بنهاية عام 2023.
سياسة رمزية أم توجه حقيقي للحكومة الألمانية إزاء ملفات اللجوء بعد حادثة زولينغن؟
وكان موقع “دويتشه فيله” الألماني قد كشف مطلع أيلول/سبتمبر الجاري أن ألمانيا تستضيف نحو 778 ألف سوري يشكلون 0.92% من إجمالي سكانها.
وأكدت إحصاءات دقيقة أجرتها الأمم المتحدة أن ألمانيا تحلّ في المرتبة السادسة في استضافة اللاجئين السوريين، بعد لبنان والأردن وتركيا وقبرص والنمسا.
وسجلت ألمانيا في منتصف عام 2024 نحو 226,882 طالب لجوء مطالبين بمغادرة البلاد، أي أقل بـ 15,760 شخصاً عن نهاية 2023.
خطوات متشددة
وانتقدت كلارا بونغر، المتحدثة باسم سياسة اللاجئين في كتلة اليسار في البوندستاغ، الجدل الدائر حول الهجرة في ألمانيا في ضوء هذه الأرقام. وقالت: “يعيش الآن ما يقرب من 3,5 ملايين لاجئ في ألمانيا، العديد منهم هنا منذ عقود، وهذا يمثل 4% فقط من السكان”.
وفي السياق، طالب وزير المالية الألماني كريستيان ليندنر باتخاذ مزيد من الخطوات للحد من عدد طالبي اللجوء.
وقال زعيم الحزب الديمقراطي الحر في تصريحات لصحيفة “راينيشه بوست” الألمانية: “حققنا بالفعل بعض الإنجازات، مثل نظام اللجوء الجديد في الاتحاد الأوروبي، وبطاقات الدعم العيني لطالبي اللجوء، والإلغاء الكامل للإعانات الاجتماعية للاجئين المطبق عليهم لائحة دبلن، ومراقبة الحدود، لكن يجب أن يتبع ذلك خطوات أخرى”.
وأشار ليندنر إلى اقتراح زميله في الحزب، وزير العدل ماركو بوشمان، بتطبيق نموذج للطرد على الحدود الألمانية، وقال: “إضافة إلى ذلك، يجب مناقشة كل ما يقلل من التأثير الجاذب إلى دولة الرفاهية الألمانية”، مثل خفض المعدل القياسي للإعانات الأساسية لطالبي اللجوء بمقدار 13 يورو، إلى 19 يورو في العام المقبل، لأن التضخم أقل من المتوقع.
مشكلات متصلة باللجوء
يُذكر أنه في 24 آب/أغسطس الماضي، هاجم طالب لجوء سوري تجمعاً أثناء احتفال بمناسبة ذكرى مرور 650 عاماً على تأسيس مدينة زولينغن بولاية نورد راين فستفاليا المتاخمة للحدود مع هولندا، وأسفر الهجوم عن مقتل 3 أشخاص وإصابة 8 آخرين.
وفي حزيران/يونيو أيضاً، توفي شاب ألماني من أصول يونانية متأثراً بطعنات من قبل شاب سوري، في مدينة بادن أوينهاوزن بولاية شمال الراين غربي ألمانيا. حينها، أثارت هذه الحادثة جدلاً حول ترحيل اللاجئين المجرمين.
وينظم الإصلاح الأوروبي توزيع طالبي الحماية بين دول الاتحاد الأوروبي باستخدام “آلية التضامن”، كما ينص على تسريع إجراءات اللجوء على الحدود الخارجية للأشخاص القادمين من البلدان التي تعتبر آمنة نسبياً.
ويستغرق الإصلاح وقتاً ليدخل حيز التنفيذ، ويتوجب على الدول الأعضاء تطبيقه ضمن القوانين الوطنية، بحلول أيار/مايو 2026 في أقصى تقدير.