القاهرة
يستمر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في جولاته الشرق أوسطية، ساعياً إلى دفع المفاوضات لوقف إطلاق النار في غزة قدماً، فالتقى اليوم الأربعاء بنظيره المصري بدر عبد العاطي في القاهرة، في زيارة هي العاشرة إلى المنطقة منذ هجوم 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023.
وفي مؤتمر صحافي مشترك بعد اللقاء، أكد بلينكن أن وقف النار “أفضل حل لإنهاء الأزمة الإنسانية في غزة، ووقف التصعيد في المنطقة”، مشيراً إلى أنه تم الاتفاق على 15 من 18 بنداً خلافياً في اتفاق وقف إطلاق النار الذي اقترحته واشنطن، بنتءً على مبادرة الرئيس جو بايدن الذي أعلن عنها في حزيران (يونيو) الماضي.
وقال: “تحتاج القضايا الباقية إلى حلّ، وهذا الحل يتمثل في إرادة سياسية أكثر من أي شيء آخر”.
وأضاف بلينكن: “قدمنا أفكاراً مع الجانبين المصري والقطري بشأن التوصل إلى اتفاق ينهي أزمة محور فيلادلفيا”، لافتاً إلى أن الأطراف المشاركة في المفاوضات ناقشت تفاصيل ترتيبات “اليوم التالي” للحرب، والحكم في غزة، إضافة إلى إعادة الإعمار.
وكانت مسألة محور فيلادلفيا قد فجّرت الجولتين الأخيرتين من المفاوضات في الدوحة والقاهرة، إذ يصرّ رئيس الوزراء الإسرائيلي على بقاء هذا الخط الفاصل بين قطاع غزة ومصر تحت سيطرة الجيش الإسرائيلي، وهذا ما ترفضه مصر، خصوصاً بعدما وجه الجانب الإسرائيلي اتهامات إلى الحكومة المصرية بالتهاون في مراقبة الحدود مع غزة، ما أدى إلى ثغرات تمكنت “حماس” من استغلالها لإدخال السلاح إلى القطاع، وفقاً لرواية المجتمع الأمني في تل أبيب.
من جانبه، أعلن عبد العاطي عن اتفاقه في الرأي مع بلينكن على أن “الحاجة ملحة لوقف فوري لإطلاق النار في غزة، وإطلاق سراح الأسرى، والوصول غير المشروط للمساعدات الإنسانية”.
وأكد في المؤتمر الصحافي المشترك أن “حماس” أكدت للقاهرة “التزامها الكامل بالتفاهمات التي تم التوصل إليها مسبقاً”.
وكان بلينكن قد التقى في وقت سابق اليوم بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، فبحثا معاً في تعزيز الجهود المصرية –القطرية – الأميركية المشتركة لاستكمال مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى، وتيسير وصول المساعدات الإنسانية.
وبحسب أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المصرية، سمع وزير الخارجية الأميركي رفض مصر تصعيد الصراع وتوسيع نطاقه إقليمياً، داعياً جميع الأطراف إلى التحلي بالمسؤولية.