بيروت
علقت جولييت كاييم، محللة الأمن القومي الأميركي في “شبكة CNN الإخبارية”، على انفجار أجهزة اتصال يستخدمها عناصر “حزب الله” اللبناني (بيجر) اليوم الثلاثاء في لبنان، وشرحت السيناريوهات المحتملة لاختراق أجهزة التواصل هذه.
وأشارت كاييم إلى أن “نطاق الاحتمالات لكيفية اختراق أجهزة اتصال البيجر محدود، ومن الصعب أن نتخيل أن تفجيراً عن بعد لجهاز بيجر من شأنه أن يسبب هذا الضرر. وما زلنا نحاول فهم ما حدث، لكن يبدو أن الإصابات بليغة”.
وقالت: “إن في نطاق الاحتمالات هو أن إسرائيل تسللت بطريقة ما إلى توزيع أجهزة الاتصال، فإن ’حزب الله‘ كيان منظم، وهو بحاجة إلى تواصل أفراده بطرق لا تستخدم البيانات العامة أو شبكات الـ’واي فاي‘ العامة”.
وأضافت جولييت: “تميل أجهزة البيجر إلى أن تكون وسيلة تواصل. والسيناريو الأكثر ترجيحاً هو أن تفخيخ هذه الأجهزة حصل في سلسلة التوريد. فبطريقة ما، تعرضت عملية توزيع الأجهزة على أعضاء ’حزب الله‘ للاختراق من إسرائيل في مرحلة ما، وإسرائيل هي المنفذ الأكثر ترجيحاً لهذا الحدث”.
ما هو الهجوم السيبراني الذي استهدف الآلاف من عناصر “حزب الله”؟
وأردفت: “سأقول ثانياً أن الاتصالات هي المفتاح، لتتمكن المنظمات من التنظيم والتخطيط والتجنيد، فهم يحتاجون إلى أن يكونوا قادرين على التواصل في ما بينهم، لذا ملاحقة شبكة اتصالات ’حزب الله‘ هي في بعض النواحي أكثر أهمية من ملاحقة زعيم واحد، لأنهم سيتخبطون ولن يعرفوا بمن يثقون، ولا يعرفون كيف يتواصلون، ولا تعرف القيادة حتى من هو المتضرر”.
وفي تغريدة على منصة “أكس”، رجح إدوارد سنودن، المحلل السابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية أن يكون انفجار أجهزة “حزب الله” في لبنان ناتجاً من “انفجار متفجرات مزروعة، وليس اختراقًا”. وقال: “إذا انفجرت البطاريات شديدة السخونة، فستوقع المزيد من الحرائق الصغيرة”.
وأضاف في تغريدة ملحقة، وصف سنودن ما فعلته إسرائيل بأنه “عمل متهور”. وقال: “فجّروا أعدادًا لا حصر لها من الأشخاص الذين كانوا يقودون سياراتهم (أي السيارات الخارجة عن السيطرة)، ويتسوقون (أطفالهم في عربة الأطفال خلفهم)، وما إلى ذلك. لا يمكن تمييز هذه العملية عن الإرهاب”.
إسرائيل تلتزم الصمت و”حزب الله” يحملها مسؤولية انفجار أجهزة الاتصال
ونقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” عن المحلل الاستخباراتي رونين سولومون قوله، إن “انفجار الأجهزة في لبنان يشبه نوع العملية التي تنفذها وكالة الاستخبارات الإسرائيلية”.
اما “واشنطن بوست” فتقول إن ما حدث “هو أوسع عملية استبدال لأجهزة اتصال ’حزب الله‘ بعد تفخيخها”.
من جانبه، قال الإعلام الإسرائيلي إن مصدر أجهزة الاتصال الجديدة التي حصل عليها “حزب الله” أخيراً، والتي فجّرتها إسرائيل اليوم في لبنان هو شركة “تيليريم” الإيرانية، “وقد تمكن جهاز الشاباك من اختراقها وتفخيخها وتفجيرها”.
وقال عوديد عيلام، رئيس قسم سابق في الموساد، إن هذه العملية هي “بيرل هاربر” حزب الله، أي هو حدث غيّر مجرى التاريخ تذكيراً بالهجوم الياباني على أميركا، جرها إلى الحرب العالمية الثانية.
وفي السياق، قال مسؤول في “حزب الله” اللبناني إن “مئات المقاتلين لديهم مثل هذه الأجهزة، متوقعاً أن برامج ضارة ربما تسببت في انفجار الأجهزة”. وكشف أن “بعض من يحملون جهاز ’بيجر‘ شعروا بسخونته وتخلصوا منه قبل انفجاره”.