عمار زيدان / رامي شفيق
قال مسؤول أمني رفيع في الحكومة السورية لموقع “963+” اليوم الجمعة، إن المعارضين السوريين معاذ الخطيب، ورياض حجاب، تقدما بطلب إلى بغداد لرعاية حوار مع حكومة الرئيس السوري بشار الأسد. لكن الخطيب نفى هذه المعلومات.
وأضاف المسؤول الأمني: “المعارضة المحسوبة على دول الخليج العربي وخاصة السعودية برئاسة معاذ الخطيب، قدمت هذا الطلب إلى بغداد”.
يأتي ذلك بعد ظهور بوادر حيال رغبة بغداد للعب دور في القضية السورية، عبر أكثر من مستوى يرتبط برغبة العراق في ممارسة الحد الأقصى من إمكاناتها الدبلوماسية والجغرافية في محيط عمقها الاستراتيجي، خصوصاً ما يتعلق بنقاط الصراع بين دمشق وأنقرة، وكذلك رعاية حوار يضم أطراف المعارضة السورية، ونظام الأسد الابن.
فبعد شهرين من إعلان وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، عن إمكانية رعاية بلاده عقد لقاء ثنائي بين الرئيس السوري بشار الأسد ونظيره التركي رجب طيب أردوغان، جاء الحديث هذه المرة عن تلقي بغداد طلباً من أحد أطراف المعارضة السورية لرعاية حوار مع الحكومة.
وكشف المصدر الأمني، والذي اشترط عدم ذكر اسمه أن المعارض السوري “معاذ الخطيب أقدم على هذه الخطوة بناءً على رؤية سعودية خالصة، كما أن بغداد نقلت طلب الوساطة إلى دمشق رسمياً”.
وأشار إلى أن دمشق “لم ترفض الطلب العراقي حتى اللحظة” متوقعاً عقد لقاء بين “معاذ الخطيب ومسؤولين سوريين في بغداد قريباً”.
وقال المصدر المسؤول لـ “963+” إن “بغداد أبلغت واشنطن مباشرة بدور الوساطة العراقية التي طلبها الخطيب، حيث لم تبدِ الولايات المتحدة معارضتها لذلك”.
والاثنين الماضي كشف سبهان ملا جياد، المستشار السياسي لرئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، عن وصول طلبات رسمية من بعض أطراف المعارضة السورية إلى العراق لكي يرعى الحوار السوري – السوري على أرضه.
وأضاف أن الحكومة العراقية “تتحفظ في الوقت الحالي على الإعلان عن الجهة التي تقدمت بالطلب، ما أثار العديد من التكهنات والتساؤلات حول من هو هذا الطرف من المعارضة؟ وما طبيعة تلك الوساطة وإلى أين تتجه؟
العراق: تلقينا طلباً من المعارضة السورية لرعاية حوار مع الحكومة
وغاب المعارض السوري، معاذ الخطيب عن المشهد السياسي، بشكل لافت خلال السنوات الماضية، بعد استقالته من رئاسة “الائتلاف السوري المعارض” عام 2013.
ونفى معاذ الخطيب، في اتصال مع موقع “963+”: “كافة المعلومات التي تتحدث عن مشاركته في الحوار مع الحكومة السورية برعاية عراقية”.
وقال الخطيب: “لم أعلم بهذا الموضوع إلا من خلال وسائل الإعلام، وليس لي علاقة بذلك”.
بينما لم يستجب المعارض السوري رياض حجاب لاتصالات “963+” للرد على استفساراتنا إزاء دوره في مسألة وساطة بغداد.
وزير الخارجية السوري لـ “963+”: لا نضع شروطاً على إعادة العلاقات مع تركيا.. بل متطلبات
وفي اتصال هاتفي، قال المستشار السياسي لرئيس الوزراء العراقي سبهان ملا جياد، لموقع 963+ إن بغداد “ستتوسط لعقد حوار بين الحكومة السورية، وأطراف من المعارضة التي زارت بغداد وأربيل خلال الفترة الماضية”.
وأضاف: “هناك أولوية لدى الحكومة العراقية بهذا التوقيت تتمثل في محاولة إنجاز تقارب وإدارة حوار بين دمشق وأنقرة”.
وذكر سبهان أن “الحكومة السورية ستكون مجبرة على الجلوس مع أطراف المعارضة لأن هذه الخطوة تعد من الأمور السياسية المطلوبة من بشار الأسد”.
والشهر الفائت، التقى رئيس ومؤسس مركز جسور للدراسات، محمد سرميني، في العاصمة بغداد رئيس تيار الحكمة الوطني العراقي عمار الحكيم.
وكتب سرميني في صفحته الرسمية على فيسبوك: “أجرينا نقاشات مفيدة مع سماحة السيد عمار الحكيم رئيس تيار الحكمة الوطني، وأكد سماحته على أهمية تعزيز لغة الحوار التي تحتاجها المنطقة في ظل التحديات التي تواجهها”.
من جهتها، أكدت نائبة رئيس “الائتلاف الوطني السوري”، ديما موسى على عدم مشاركة الائتلاف بأي حوار مقبل مع الحكومة السورية في بغداد.
ورفضت موسى في حديث لموقع “عنب بلدي”، الأربعاء الماضي “أي مبادرة لطلب الوساطة” مشيرة إلى “أهمية الحل السياسي من خلال تنفيذ القرار الأممي 2254”.