دير الزور
أجرت القوات الأميركية في قاعدة معمل “كونيكو” للغاز شمال دير الزور تدريبات عسكرية بالذخيرة الحية، شاركت فيها طائرات مروحية حامت في سماء المنطقة، وقصفت أهدافاً وهمية.
كذلك، شنت مقاتلات أميركية غارات على أهداف محددة ضمن منطقة العمليات المخصصة للمناورة، مستخدمة صواريخ حديثة، بحسب ما أورد المرصد السوري لحقوق الإنسان، مضيفاً أن وحدات من “قوات سوريا الديموقراطية” (قسد) شاركت في المناورات.
وتضمنت هذه المناورات محاكاة للتصدي للطائرات المسيّرة إن أغارت على قاعدة “كونيكو”، وقصفاً بصواريخ حديثة استهدف أهدافاً وهمية في تلة الحجيف والبادية، وبقنابل ضوئية أضاءت سماء بلدة العزبة ومحيط القاعدة.
وأجرت القوات الأميركية تدريبات مماثلة في قاعدة “حقل العمر” النفطي، أكبر قواعد التحالف الدولي في سوريا، وسط تحليق مروحي أميركي في أجواء القاعدة.
لا تطبيع
تأتي هذه المناورات الحية بعدما أسرّ إيثان غولدريتش، مساعد نائب وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى والمسؤول عن الملف السوري في الخارجية الأميركية، لصحيفة “الشرق الأوسط” اللندنية بأن إدارة الرئيس جو بايدن “لا تفكّر مطلقاً بسحب القوات الأميركية من سوريا، فالولايات المتحدة ملتزمة الشراكة التي تجمعها بالقوات المحلية في سوريا”.
وأضاف غولدريتش أن الولايات المتحدة لن تطبع علاقاتها مع الحكومة السورية “إلى أن تلمس تقدماً صادقاً ومستداماً في تنفيذ القرار الأممي رقم 2254، وحتى احترام حقوق الشعب السوري وحصوله على الحقوق المدنية التي يستحقها”، داعياً البلدان التي بادرت إلى التطبيع مع الرئيس السوري بشار الأسد لاستخدام علاقاتها معه للدفع نحو تحقيق الأهداف الدولية المشتركة التي تندرج في إطار القرار الدولي.
المساعدات مستمرة
وأكد غولدريتش للصحيفة نفسها التزام واشنطن تقديم المساعدات الإنسانية للشعب السوري. وقال: “نحن ملتزمون الدور الذي نلعبه لتأمين المساعدات الإنسانية لسوريا، وتوفير الأموال التي تم التعهد بها في بروكسل”، مذكراً بأن بلاده تعهدت تقديم 593 مليون دولار في الربيع المقبل، وقد قدمت 18 ملياراً لمساعدة السوريين في الداخل السوري واللاجئين في البلدان المجاورة منذ بداية النزاع، “ونبقى ملتزمين تقديم هذه المساعدات، فنحن نعلم أن 90% من السوريين يعيشون تحت خط الفقر حالياً، وأن العذاب مستمر”.
وختم غولدريتش بالقول إن الإدارة الأميركية تؤكد ضرورة محاسبة المسؤولين عن اختفاء الآلاف من السوريين، “ولهذا فرضنا عقوبات على المسؤولين عن حالات الاختفاء القسري، وأنشأنا مؤسسة مستقلة لمساعدة عائلاتهم بطريقة غير سياسية كي يحصلوا على معلومات عنهم، وأود أن أرى بعض هذه العائلات تنعم بالسلام، وأود أن أرى بداية مسار سياسي في سوريا”.