963+ – عواصم
فرضت الولايات المتحدة الأمريكية عقوبات صارمة على المئات من الكيانات والشخصيات الروسية، في خطوة وصفتها معظم وكالات الأنباء الغربية بأنها “أكبر حزمة عقوبات تفرض على روسيا منذ سنوات طويلة” وذلك بالتزامن مع حلول الذكرى الثانية لشن موسكو هجومها العسكري على أوكرانيا في الرابع والعشرين من فبراير /شباط 2022.
وتأتي هذه الخطوة بعد أيام قليلة من الوفاة الغامضة للمعارض الروسي الأشهر أليكسي نافالني في أحد السجون الروسية، حيث شملت العقوبات أكثر من 500 شخص وكيان في عدّة دول، من بينهم 3 مسؤولين روس لصلتهم بوفاة نافالني.
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن حذر اليوم خلال تصريح صحفي في البيت الأبيض من أنه “إذا لم يدفع الرئيس الروسي ثمن الموت والدمار اللذين يتسبّب بهما، فإنه سيواصل أفعاله”.
وأشارت وكالات غربية إلى أنّ العقوبات استهدفت “القطاع المالي في روسيا، البنية التحتية لصناعتها الدفاعية، وشبكات الإمداد”. واعتبرت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين “يختار إعادة توجيه اقتصاده لصناعة الأسلحة لقتل جيرانه على حساب المستقبل الاقتصادي لشعبه”.
وتشمل العقوبات شركات تكنولوجيا في قطاعات المواصلات والبصريات والمسيّرات وأنظمة المعلومات، وحتّى معهدَين لعلوم الرياضيات التطبيقية. كما تشمل نظام الدفع الروسي المعروف باسم “مير”، والذي مكّن موسكو من “الالتفاف على العقوبات ومعاودة الصِّلات المقطوعة مع النظام المالي الدولي”، بحسب وزارة الخزانة الأمريكية.
في المقابل، اعتبر سفير روسيا لدى الولايات المتحدة أناتولي أنتونوف أن العقوبات الأميركية الجديدة محاولة “خبيثة” للتدخل في شؤون بلاده قبل الانتخابات المقرّرة الشهر المقبل.
بينما أوروبياً، أكّد كل من رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال ورئيسة البرلمان الأوروبي روبرتا ميتسولا في نصّ مشترك، أن الاتحاد الأوروبي يقف “أكثر من أي وقت مضى خلف أوكرانيا”، متعهّدين بمواصلة دعم كييف على كافة الأصعدة “في الدفاع عن نفسها واستعادة وحدة أراضيها وإنهاء الحرب”.
وكانت بريطانيا بدورها أعلنت الخميس الماضي عن حزمة جديدة للعقوبات على 50 فرداً وكياناً في محاولة لتقليص ترسانة الأسلحة الروسية حسب بيان صحفي بريطاني، وكان قد أعلن سفراء الاتحاد الأوروبي قبلها بيوم عن اتفاق لفرض عقوبات على ثلاث شركات صينية ساعدت الحكومة الروسية بالالتفاف على العقوبات القائمة، إلى جانب العديد من الشركات الهندية والتركية والصربية التي ساهمت بفعالية في تعزيز القوة العسكرية الروسية.
أما ميدانياً، فتتقدم روسيا في شرق أوكرانيا رغم العقوبات الأمريكية التي تأتي لقطع الطريق أمام التقدم العسكري لموسكو لاسيما بعد سيطرة قواتها على مدينة أفديييفكا الأوكرانية الواقعة جنوب شرق البلاد مطلع الأسبوع الماضي.