بروكسل
وجّه البابا فرنسيس، اليوم الأربعاء، من إندونيسيا دعوة لتعزيز الحوار بين الأديان كوسيلة لمواجهة “التطرف والتعصب”، وذلك في بداية جولة طويلة تشمل منطقة آسيا والمحيط الهادئ. وأكد أن هذا الحوار سيكون محورياً في زيارته لإندونيسيا، أكبر دولة إسلامية من حيث عدد السكان.
وفي كلمة ألقاها بعد لقائه بالرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو، شدد البابا على أن الحوار بين الأديان “أساسي للتصدي للتحديات المشتركة، بما فيها مكافحة التطرف والتعصب”. وقد وصل البابا في وقت سابق إلى قصر مرديكا الرئاسي حيث استقبله حرس الشرف، وبدا بصحة جيدة رغم تنقله على كرسي متحرك.
كما أعرب البابا عن أهمية تعزيز الوئام السلمي من خلال الحوار الديني، مشيراً إلى أن الإيمان يمكن أن يُستغل أحياناً لأغراض تفرق ولا تجمع، وتزيد من الكراهية بدلاً من السلام.
من جانبه، أكد الرئيس ويدودو أن إندونيسيا والفاتيكان يسعيان لنشر قيم الحرية والتسامح في عالم يعاني من اضطرابات متزايدة. وتأتي هذه التصريحات في ظل تاريخ من الهجمات الإرهابية التي شهدتها إندونيسيا، مثل تفجيرات بالي عام 2002.
وتتمحور زيارة البابا حول تعزيز الحوار الإسلامي المسيحي، حيث من المقرر أن يجتمع مع ممثلي ستة أديان معترف بها في إندونيسيا في مسجد الاستقلال، الأكبر في جنوب شرق آسيا، وسيترأس قداساً في ملعب يتسع لحوالي 80 ألف شخص.
وخلال زيارته التي ستستمر 12 يوماً، سيتنقل البابا أيضاً إلى بابوا غينيا الجديدة وتيمور الشرقية وسنغافورة، في جولة تعد الأطول والأكثر تحدياً له منذ توليه منصبه، خاصة مع تعرضه لمشكلات صحية مؤخراً. وقد تم اتخاذ تدابير أمنية مشددة لضمان سلامته، مع انتشار آلاف الجنود والشرطة في شوارع العاصمة الإندونيسية.
يشار إلى أن هذه هي الزيارة الأولى للبابا إلى الخارج منذ زيارته مرسيليا بفرنسا في أيلول/ سبتمبر 2023.