باريس
كشف تحقيق استقصائي لقناة “الجزيرة” القطرية وقوع صحفيين سوريين وعرب ضحايا تضليل واحتيال مدرسة ادعت منحهم شهادات أكاديمية عليا معترف بها.
وحمل التحقيق الذي أعده الصحافي الاستقصائي السوري حمزة همكي، وجاك أنطوان، عنوان “شراء الوهم.. صحفيون عرب وسوريون ضحايا تضليل مدرسة باريس”.
وبحث التحقيق في القيمة الأكاديمية والعلمية للشهادة التي تمنحها المدرسة العليا للصحافة في باريس، والتي غررت بعشرات الصحافيين السوريين مقابل مبالغ مالية تصل إلى 4 آلاف يورو.
واعتمد معدا التحقيق خلال بحثهما على مصادر المفتوحة، وجمع الوثائق، وإجراء مقابلات حصرية تحدّث فيها أصحابها -للمرة الأولى- عن هذه القضية للصحافة. وتوصلا إلى “أدلة تفيد بأن المدرسة العليا للصحافة في باريس (ESJ) ليست من بين المدارس الأربع عشرة المعترف بها في فرنسا”.
وكشف التحقيق خلال تقصّي أنشطة القسم العربي للمدرسة، عن وجود شبكة مروّجين، أوقعوا ضحايا باحثين عن شهادة معترف بها داخل سوريا أو خارجها.
ووقع ضحية التضليل 200 صحفي من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. دفعوا مبالغ تتراوح بين 2000 و4000 يورو، لقاء شهادات تدريب مهنيّ “غير معترف بها” منذ عام 2021، وفقاً للتحقيق.
وساهمت المديرة السابقة للمدرسة في عمليات التضليل، من خلال المقابلات الإعلامية، ومنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي، ووصفت في مقابلات المدرسة بالـ “العريقة”، كما امتدحت المتخرجين منها بأنهما يمتازون “بكفاءة عالية”، كذلك ساهمت مدونة موقع الجامعة الذي تغير 3 مرات في التظليل بشأن الاعتراف بالشهادة.
وتوصل التحقيق إلى أن المدرسة العليا للصحافة في باريس ESJ مسجلة لدى وزارة التعليم العالي الفرنسية كمؤسسة تعليمية خاصة، وهذا الأمر يعتبر ترخيصاً لمزاولة العمل فقط ولا علاقة له بقيمة الشهادة والاعتراف بها.
وقال شاهد تحفّظ معدا التحقيق على الكشف عن هويته، إن القسم العربي “ينشط تحت غطاء المدرسة الفرنسية الأم في باريس، لكنه تابع لشركة مسجلة في بريطانيا، ويديرها رئيس المدرسة الفرنسية الأم”. وفي رحلة البحث عن تبعية المدرسة من خلال العلامة التجارية عثر المحققان في موقع كومباني شيك البريطاني على شركتين تحملان نفس العلامة، الأولى مغلقة، والثانية نشطة تعمل في مجال البناء.
واستطاع معدا التحقيق الوصول إلى معلومات تفيد بأن معظم المتورطين في عملية الترويج يقيمون في فرنسا، وينحدرون من دول عربية مختلفة. في حين قبلت المدرسة طلاباً يحملون شهادات ثانوية مزورة، أحدهم تحققوا من شهادته الثانوية من وزارة التربية السورية تبين أنها تعود لشخص آخر.
#وزارة_التربية #باريس #مدارس_فرنسية