إدلب
احتج صحفيون في إدلب شمال غربي سوريا، اليوم الثلاثاء، على اعتقال صحفي في مناطق سيطرة فصائل “الجيش الوطني السوري” المدعوم من تركيا، فيما طالبت جهات حقوقية دولية بالكف عن مضايقة الصحفيين في سوريا.
واعتقلت “الشرطة العسكرية”، يوم أمس الإثنين، مراسل وكالة الأناضول ومصوّر وكالة الصحافة الفرنسية (فرانس برس) بكر القاسم، وزوجته الصحفية نبيهة الطه، أثناء عودتهما من تغطية معرض صناعي في مدينة الباب بريف حلب.
وقالت زوجته، في فيديو نشرته على مواقع التواصل الاجتماعي، إن عناصر الحاجز صادروا هاتفه، ثم توجهوا إلى منزله لمصادرة معداته، ثم اقتادوه إلى مركز احتجاز “حور كلّس”.
ولا تعلم العائلة سبب اعتقال الصحفي ولا التهمة الموجهة إليه، بحسب الزوجة التي قالت إنهم أفرجوا عنها فقط بعد ضغط واحتجاج من السكان والصحفيين المحليين.
“أدوات وبلا قانون”
وطالب المشاركون في الوقفة الاحتجاجية بإدلب اليوم سلطات المعارضة في ريف حلب بنشر “ملف شفاف” حول حادثة اعتقال الصحفي بكر القاسم.
واتهموا “الشرطة العسكرية” و”المعارضة”، التي اعتقلت القاسم، بأنها أدوات لاستخبارات خارجية، في إشارة للاستخبارات التركية التي قيل إنها شاركت في عملية الاعتقال.
وقال الصحفي محمد العبد الله، وهو أحد منظمي الاحتجاج، لموقع “963+”، إن الهدف من احتجاج اليوم هو التنديد بالاعتقال والإخفاء القسري الذي طال عدداً من الإعلاميين في مناطق شمال غربي سوريا.
وأضاف أن المطالب هي “الإفراج الفوري عن الصحفيين بكر القاسم وكرم كلية اللذين اعتقلتهما الشرطة العسكرية العاملة تحت مظلة الجيش الوطني السوري المدعوم من أنقرة”.
وكرم كلية، هو ناشط إعلامي آخر برزت صورته في احتجاج اليوم، كان يعمل مع منصة “فرونت لاين” التي تقدم قصصاً إنسانية من مناطق الحروب والنزاعات، واعتقلته الشرطة العسكرية في حزيران/ يونيو الماضي وسلمته للاستخبارات التركية، ليختفي أثره حتى الآن.
ورفع المحتجون في إدلب لافتات كتبوا عليها “الصحافة ليست جريمة”، و”أين سيادة القانون”.
“بلد خطر للصحفيين”
وقال مصدر مقرب من الصحفي بكر القاسم، طلب عدم نشر اسمه، لموقع “963+” إن الشرطة العسكرية وضعت “الحاجز الطيار” قرب سوق الهال في مدينة الباب خصيصاً لاعتقال الصحفي، وأن العملية برمتها كانت تُدار من الاستخبارات التركية التي تسلّمته فور وصوله لـ”حور كلّس”.
كما يؤكد العبد الله والمشاركون في احتجاج إدلب أنه تم تسليم الصحفيين الاثنين لجهاز الاستخبارات التركية في “حور كلس” دون توضيح الأسباب، بالإضافة إلى التضييق المتزايد على حرية الصحافة والعاملين في المجال الإعلامي عموماً.
وطالبت لجنة حماية الصحفيين، في وقت سابق من اليوم الثلاثاء، السلطات المحلية في مناطق سيطرة الفصائل الموالية لأنقرة في سوريا بـ “الإفراج الفوري عن بكر القاسم، الصحفي المتعاون مع عدة وسائل إعلام من بينها وكالة الصحافة الفرنسية (فرانس برس)”.
ومن جهتها، ناشدت رئيسة التحرير في وكالة فرانس برس، صوفي أويت “السلطات المحلية في شمال سوريا الإفراج فوراً عن مراسلنا بكر القاسم، والسماح له باستئناف عمله بحرية”.
وطالبت منظمة مراسلون بلا حدود، في بيان، “السلطات المحلية وجميع الأطراف المشاركة في اعتقال القاسم، الى إطلاق سراحه على الفور”.
وأضافت “يجب التوقف عن مضايقة الصحفيين في هذا البلد الذي يعد من الدول الأكثر خطورة في العالم بالنسبة للعاملين في الإعلام”