بيروت
طالبت منظمة هيومن رايتس ووتش الحقوقية الدولية، اليوم الإثنين، المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية بفتح تحقيق حول اعتداءات الجيش الإسرائيلي على الرعاية الصحية والانتهاكات ضد محتجزين فلسطينيين بينهم عاملون في المجال الصحي.
وقال تقرير للمنظمة إن الجيش الإسرائيلي احتجز تعسّفاً منذ تشرين الأول/ أكتوبر من العام الماضي 2023 فلسطينيين عاملين في مجال الصحة في قطاع غزة، ثم قام بترحيلهم إلى منشآت احتجاز، بالإضافة لمزاعم تعذيبهم.
وقال أطباء وممرضون أُفرج عنهم، لهيومن رايتس ووتش، إنهم تعرضوا في السجون الإسرائيلية للإذلال والوضعيات المجهدة والضرب والتقييد والحرمان من الرعاية الطبية، وأبلغ بعضهم عن تعرضهم على يد القوات الإسرائيلية للتعذيب، بما في ذلك الاعتداء الجنسي.
وقالت مديرة قسم الشرق الأوسط بالإنابة في هيومن رايتس ووتش، بلقيس جراح، إن على الحكومة الإسرائيلية “التوقف فوراً” عن هذه الممارسات، كما دعت لإجراء تحقيق شامل عن التعذيب وضروب إساءة المعاملة لمحاسبة الجناة، بما في ذلك من جانب المحكمة الجنائية الدولية.
وكانت المنظمة الدولية قد أرسلت نسخة عن النتائج الأولية لشهادات الضحايا إلى الجيش الإسرائيلي ومصلحة السجون الإسرائيلية، لكنها لم تتلقَّ أي رد، بحسب التقرير.
وأمضى الشهود فترات سجنهم في منشآت الاحتجاز في قاعدة سدي تيمان في صحراء النقب، وسجن عسقلان، وقاعدة عنتوت قرب القدس الشرقية، وسجن عوفر في الضفة الغربية.
ووثّقت “هيلث كير ووركرز ووتش -فلسطين”، وهي منظمة غير حكومية، 259 عملية احتجاز لعاملين في الرعاية الصحية.
ونقل التقرير عن صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، قولها في 3 حزيران/ يونيو الماضي، إن الجيش الإسرائيلي يُجري تحقيقات جنائية في وفاة 48 فلسطينياً في منشآت الاحتجاز الإسرائيلي، ومن بينهم طبيبان اثنان.
وفي أيار/ مايو الماضي، طالب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية بإصدار مذكرات اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير دفاعه يوآف غالانت، إلى جانب 3 من قيادات حركة “حماس”، بدعوى “ارتكاب جرائم حرب”.
الجنائية الدولية تطلب إصدار مذكرات اعتقال بحق مسؤولين إسرائيليين وقيادات من “حماس”
وأضاف تقرير هيومن رايتس ووتش أن الاحتجاز التعسفي المطول وإساءة معاملة الكوادر الطبية فاقم الأزمة الصحية في غزة، حيث أصيب أكثر من 92 ألف شخص منذ أكتوبر الماضي، ولدى المستشفيات العاملة أقل من 1.500 سرير.
وقبل يومين، غادر وفدا إسرائيل و”حماس” العاصمة المصرية، بعد جولة مفاوضات جديدة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، دون الإعلان عن أي اتفاق.