حلب
يعاني سكان حي الزيادية في مدينة عفرين السورية الواقعة شمال غربي حلب، من تردي الخدمات، خاصة في مجالي الصرف الصحي والنظافة.
وتسبب انتشار القمامة وتدفق مياه الصرف الصحي على سطح الأرض، بتدهور بيئي وصحي في الحي، ما أدى إلى ارتفاع حالات الإصابة بحبة اللشمانيا.
وقال نور الدين وهو أحد سكان الحي، في حديث لموقع “963+”، إن “الصرف الصحي المتدفق وانتشار القمامة زادا من انتشار الحشرات الضارة، مما أدى إلى تفشي مرض حبة اللشمانيا بين السكان، خاصة الأطفال”.
وأكد نور الدين أن ابنه عانى من هذا المرض لمدة أربعة أشهر، “في ظل غياب الجهات المعنية عن التدخل وحل الأمر”.
وأشار عصام عبد الرزاق، يقطن في حي الزيادية، إلى أن “عدم وجود حاويات للنفايات أو خدمات نقل القمامة أدى إلى تراكمها بجوار المنازل”.
وأضاف لـ”963+”، أن “الحي بأكمله يفتقر إلى شبكة صرف صحي فعالة، مما فاقم من مشاكل الأهالي، خاصة الأطفال”.
يشار إلى أن العديد من أحياء مدينة عفرين، مثل حي الأشرفية والمحمودية وترندة، تعاني من نفس المشكلات المتعلقة بتراكم القمامة وانتشار الأوبئة، منذ عام 2018، ما يهدد أهالي تلك الأحياء في ظل انتشار الأمراض.
وتتبع مدينة عفرين العديد من البلدات الكبيرة، أبرزها: الشيخ حديد، بلبل، جنديرس، راجو، معبطلي، وشران. كما تتبع لهذه البلدات مئات القرى المتناثرة في جغرافيا تبلغ مساحتها أقل من 4 آلاف كيلومتر مربع، لتغطّي نحو 2 في المائة من مساحة سوريا. وقبل عام 2011، كانت تضم نحو 500 ألف.
يتعدى قلة الخدمات
ولم يقتصر الأمر على قلة الخدمات في عفرين، إذ تساهم عمليات القطع الجائر للأشجار بتأثيرات سلبية على النظم البيئية والبيئة ككل، وبالتالي، فإن قطع الأشجار قد يشجع على ظاهرة الاحتباس الحراري، وعليه يمكن أن تقتل درجات الحرارة المتغيرة الكائنات الحية التي تعيش في النظام البيئي. وتصرّ فصائل “الجيش الوطني” المدعومة من تركيا على التمادي في انتهاكاتها ضد الطبيعة هناك، بإقدام عناصرها على تأجير أحراش المدينة للتجار مقابل مبالغ مالية كبيرة، ليبادر هؤلاء إلى ممارسة القطع الجائر الذي طال آلاف الأشجار الحرجية والمثمرة، بحسب ما أورده موقع “963+”، في تقرير سابق.
“هيومن رايتس” تصف التواجد التركي في سوريا بالاحتلال وتتهم مسؤوليها بالتورط بجرائم حرب
وقد أشارت تقارير محلية في عفرين إلى قطع فصائل المعارضة السورية المدعومة من أنقرة أكثر من 1.5 مليون شجرة منذ آذار/مارس 2018، بينها 280 ألف شجرة زيتون، يزيد عمر بعضها على 60 سنة. لكن يبقى الرقم الرسمي للأشجار المقتلعة مجهولاً.
وفي 12 نيسان/أبريل 2023، قالت تقريرٌ صادر عن منظمة “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة” إن القطع الجائر حاصل في 114 موقعاً بمنطقة عفرين، وقد تضرر 57 موقعاً بشكل كبير إذ قُطعت أشجاره بشكل شبه تام، فيما تضرر 42 موقعاً بشكل متوسط، و15 موقعاً بشكل جزئي.
وكان سكان وناشطون في شمال غربي سوريا قد تداولوا في أيلول/سبتمبر 2022 صوراً ومقاطع مصورة تظهر آثار التحطيب الجائر، وتحوّل الأحراش المحيطة ببحيرة ميدانكي في ناحية شرا بريف عفرين إلى منطقة شبه صحراوية.
تصحر
وتصل المساحات الحرجية في عفرين، بين طبيعية واصطناعية، إلى 49 ألف هكتار، تصحّر منها نحو 21 ألف هكتار، قطع منها نحو 13 مليون شجرة بشكل متعمد، وفقًا للإحصائيات الزراعية. وبذلك، تكون عفرين قد فقدت نحو 43 في المئة من ثروتها الطبيعية.
وشهد الغطاء النباتي من الأشجار الحراجية والمثمرة في عفرين، الشهر الماضي، حرائق في ناحية راجو وناحية بلبل في منطقة عفرين، وتوسعت تلك الحرائق مخلفة أضراراً كبيرة بالغابات الحراجية والبساتين إذ تضرّرت مئات الأشجار المثمرة مثل الزيتون والكرز والفستق والتفاح والإجاص والجوز واللوز التي تعود ملكيتها للسكان، بحسب ما أفادت تقارير صحفية.
عفرين ـ شمال غربي حلب ـ حلب ـ سوريا ـ التصحر ـ حبة اللشمانيا ـ سوريون من أجل الحقيقة والعدالة ـ ناحية شرا ـ