بروكسل
تستعد جماعة “بوزمو” في المغرب لإعادة إحياء “موسم الخطوبة” السنوي، بعد إلغائه العام الماضي تضامناً مع ضحايا زلزال 8 أيلول/ سبتمبر الذي ضرب عدة مناطق في المملكة.
وتقع قرية “بوزمو” الأمازيغية وسط غربي المغرب، ضمن دائرة إملشيل في إقليم ميدلت، وهي معروفة بمهرجانها الذي يجمع بين توثيق عقود الزواج والاحتفالات الثقافية والفنية.
ويُعد “موسم الخطوبة” تقليداً متوارثاً منذ قرون، حيث كان في الأصل مناسبة لتوثيق عقود الزواج لشباب وشابات المنطقة، إلا أنه تطور على مر السنين ليصبح مهرجاناً سنوياً يجذب الزوار لاكتشاف هذا التراث الفريد.
ومنذ عام 2003، شهد المهرجان إضافة معارض للمنتجات المحلية ومهرجان “موسيقى الأعالي”، مما جعل البلدة وجهة سياحية مميزة في الجنوب الشرقي للمغرب.
وسيتم هذا العام، تنظيم “موسم الخطوبة” في الفترة من 19 إلى 21 سبتمبر، وسيشهد توثيق عقود زواج لما يقارب 40 زوجاً، بالإضافة إلى تنظيم مجموعة من الأنشطة التقليدية مثل سباق على طريق إملشيل وعرض للمنتجات المحلية.
وفي هذا السياق، أوضح احساين وزني، رئيس جمعية “أخيام” المسؤولة عن تنظيم المهرجان، أن “سكان قبائل أيت حديدو كانوا منذ زمن طويل يحرصون على توثيق عقود الزواج في هذه المناسبة، خلافاً لمناطق أخرى كانت تعتمد على زواج الفاتحة فقط. وأضاف أن شهر سبتمبر كان يُختار لإقامة هذا الحفل الجماعي بعد انتهاء موسم الفلاحة، استعداداً للأعراس الجماعية في تشرين الأول/ أكتوبر”.
وأشار وزني إلى أن تقليد توثيق العقود يعود إلى ما قبل القرن التاسع عشر، حيث كان يتم ذلك أمام ضريح سيدي أحمد أوالمغني، ويعود أقدم توثيق متاح لهذه العملية إلى عام 1850.
وأوضح أن هذا الحدث أصبح أيضاً فرصة اقتصادية لتجار المنطقة لعرض منتجاتهم أمام العدد الكبير من الزوار.
وختم وزني بالتأكيد على أن الجهود مستمرة للحفاظ على هذا التراث الثقافي والحضاري للمنطقة، معرباً عن أمله في إعادة إحياء الأعراس الجماعية في المستقبل، بعد أن اقتصرت الفعاليات حالياً على حفلات الخطوبة فقط.
وأكد أن العودة هذا العام تأتي تحت الرعاية الملكية، بعد غياب الموسم في العام السابق بسبب التضامن الوطني مع ضحايا الزلزال.
زلزال ـ أمازيغيين