بيروت
تزامناً مع زيارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى تل أبيب اليوم الإثنين، كشفت تقارير عربية عن بنود المقترح الأميركي الجديد لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، في رأسها جعل وقف إطلاق النار الدائم بنداً للتفاوض في المرحلة الثانية، على أن تتم مناقشة وقف إطلاق النار ضمن سقف محدد.
ويربط المقترح الأميركي الجديد بين عمليات الإغاثة وموافقة أطراف الصراع على شروط الاتفاق
كلها، إضافة إلى إجراء مباحثات تقنية بشأن محور “فيلادلفي” على الحدود بين قطاع غزة ومصر، وإيجاد آلية رقابة لعودة النازحين إلى شمالي قطاع غزة. كذلك، رفعت إسرائيل عدد الأسرى الذين تطالب بإبعادهم إلى 150 أسيراً، ورفضت الانسحاب التام من القطاع في المرحلة الثانية.
مهزلة
وبعدما رفضت “حماس” هذا المقترح، من منطلق أنه مقترح إسرائيلي، هل تتم الجولة الثانية من المفاوضات في القاهرة كما هي مقرر؟ تقول “هيئة البث الإسرائيلية” (كان) إن استمرار هذه المفاوضات “مهزلة”، محملة الحكومة الإسرائيلية المسؤولية عن فشل الصفقة الأميركية، حتى لو وافقت عليها “حماس”.
ونقلت “كان” عن مسؤولين مشاركين في مفاوضات صفقة التبادل انتقادهم الحاد لسلوك الفريق الإسرائيلي المفاوض، “لأن مساحة المناورة الممنوحة لهذا الفريق لا تسمح بالتوصل إلى اتفاق”.
ويضيف المسؤولون: “الفريق الإسرائيلي المفاوض عاجز عن اتخاذ أي قرار، وهو يجلس في الغرفة مع الوسطاء المصريين والقطريين والأميركيين ويطلب كل هنيهة الخروج والتحقق مما إذا كان ممكناً توسيع التفويض الذي منحته إياه الحكومة، إذا بإمكانهم الموافقة على المقترحات أو رفضها”.
وبحسب “كان”، غالبًا ما يأتي الفريق بتفويض لا يسمح بإحراز تقدم في وضع التفاصيل النهائية، فيُصار إلى جدولة المزيد من المؤتمرات، “ويبدو مضيعة للوقت، فهذه ليست الطريقة الجادة التي تجري بها المفاوضات”.
الرد جاهز
وتقول صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قضى على كل إمكانيات التقدم في المفاوضات، “وسيتم إلغاء الاجتماع المزمع عقده في نهاية الأسبوع في القاهرة، وإن لم يلغ، سيعقد بصورة شكلية”.
بناءً عليه، قالت مصادر مقربة من “حزب الله” اللبناني لقناة “الجديد” اللبنانية إن الحزب ربط ردّه الانتقامي على اغتيال القيادي الكبير فيه فؤاد شكر في بيروت بنتائج المفاوضات.
أضافت المصادر: “على غرار التقييمات التي سمعها مسؤولون إسرائيليون وأميركيون، وبعد رفض ’حماس‘ للطرح الأخير، يشعر الحزب أنه تحرر من قيود انتظار نتائج المفاوضات، لذلك الرد جاهز، والهدف محدد بوضوح، وهو محدود النطاق، حتى لا يكون لنتنياهو ذريعة لتصعيد القتال على الجبهة الشمالية، ولم يبق إلا تحديد التوقيت الملائم للتنفيذ”.