السويداء
يصادف اليوم السبت، الذكرى السنوية الأولى لانطلاق المظاهرات المستمرة في محافظة السويداء السورية الواقعة جنوب البلاد، ويعد هذا الحدث الأضخم في تاريخ المحافظة التي تقطنها أغلبية من الطائفة الدرزية، وسط الإصرار على الاستمرار حتى تلبية مطالبهم.
مظاهرات ماراثونية
ويقول الناطق باسم اللجنة السياسية في محافظة السويداء الدكتور جمال الشوفي لـ”963+” إن “المظاهرات الماراثونية استمرت عاماً كاملاً، كانت بشكل يومي متتالي دون انقطاع”.
وحول العقبات التي واجهت المظاهرات وقلة عدد المتظاهرين يضيف الشوفي أن “المظاهرات واجهت صعوبات كثيرة أوله الطبيعة والمناخ، حيث برودة الشتاء وحرارة الصيف إضافة إلى الصعوبات الاقتصادية ومصادر عيش الناس التي اضطرت لمتابعة أعمالها اليومية وهذا أدى إلى تراجع أعداد المتظاهرين في ساحة الكرامة وسط محافظة السويداء، بالإضافة إلى التصدي لمحاولة تحريف البوصلة وجر الحراك إلى مواجهات عنيفة”.
ورغم كل تلك المعوقات، أثبتت المظاهرات إصرارها على التغيير السياسي السلمي، ويقول الشوفي لـ”963+” “واجهنا حملات تشهير واسعة، فقد ظهرت في الآونة الأخيرة حملة تشهير وتلفيق اتهامات، وظهرت بعض المشاريع مادون الوطنية والمتعجلة بطرحها كمشروع فرض إدارة ذاتية تحت عنوان لا يمكن التغيير السياسي على مستوى سوريا وكانت هذه إحدى الصعوبات التي تجاوزها الحراك بتمسكه بالثوابت الوطنية ووحدة التراب والهوية الوطنية والصعوبات الهامة جداً”.
معادلات إقليمية
يبين الناطق باسم اللجنة السياسية في محافظة السويداء الدكتور جمال الشوفي لـ”963+” أن المسألة في الجنوب السوري ليس فقط مظاهرات في محافظة بل نتكلم عن عقدة دولية، فلا يوجد خطوة واضحة متقدمة على المستوى الدولي والعربي للحل في سوريا، والتي ترافقت مع حملة إسرائيل على غزة ببداية تشرين الأول/أكتوبر الماضي، والتي أشارت بوجود أشبه بمخطط إقليمي يريد إدخال المنطقة في سلسلة من العنف، وما جرى في المنطقة حرف الأنظار عن المسألة السورية”.
مرحلة جديدة
ويصف الناطق باسم اللجنة السياسية أن المظاهرات في السويداء دخلت بمرحلة جديدة، وأضاف أنه من “الطبيعي جداً أن يتم دراسة تحليل السياق للحالة المحلية والسورية وتأثير المسائل العربية والدولية عليها، ويجب تقييم حجم المظاهرات، وإمكانية الإنفتاح على كل السوريين لحوار وطني يفضي إلى التوافق على آلية العمل في المرحلة الحالية ضمن متغيرات المسألة السورية محلياً و دولياً والبحث عن آلية توافقية يمكنها البحث تفاوضياً في الملف السياسي السوري وأولها الإنتقال السياسي والوصول إلى مرحلة انتقالية بقيادة سورية”.
وأردف الشوفي، لتحقيق كل ذلك يجب خوض حوارات جادة وفعلية مع كافة الأطياف السورية لتحقيق ما تهدف إليه انتفاضة السويداء والتي هي الموجة الثانية من “ثورة الحرية والكرامة 2011” تحت عنوان دولة لكل السوريين.
هيكلية تنظيمية
تنصب جهود القائمين على المظاهرات على عدة مبادرات، وبين الشوفي إنه “بعد المبادرات العدة التي بدأت منذ بداية هذا العام لغاية هذا اليوم، والتي كان هدفها إنتاج هيكلية تنظيمية للحراك تمتد أفقياً على مستوى نقاط الحراك وهذا أمر هام جداً وحيوي يشمل نقاط الحراك على المستوى الشعبي وامتداده، والبحث عن آليات تمكينية سواء كانت بلجنة سياسية منتخبة ولجنة قانونية تضبط آليات العمل ولجنة إعلامية موحدة، ويجب أن يكون هناك تقييم للمرحلة بحيث تأخذ الهيئة العامة للحراك السلمي المدني على عاتقها إعادة إحياء التظاهرات بالاتفاق مع اللجنة السياسية على تحريك الملف السوري سورياً وعربياً و دولياً والضرورة أن يكون هناك ترابط دائم بين التظاهر في ساحات الكرامة وبين الملف السياسي السوري وآليات حله”.
وأردف الشوفي لـ”963+” بأن المرحلة المقبلة تحتاج إلى خطة زمنية يعمل عليها القائمون بالوقت الحالي في اللجنة السياسية بالتشاور مع فريق عمل واسع سواء كان من المكونات السياسية أو من المكونات الأهلي، ومن أجل الوصول للأهداف نحتاج إلى التنظيم والترتيب والتفكير بما يسمى خارج الصندوق يعني التظاهر من أجل التغيير السياسي.
وفي 17 آب/ أغسطس من العام الماضي 2023، اندلعت مظاهرات شعبية في السويداء بمشاركة مئات السكان احتجاجاً على التدهور الاقتصادي، ما لبثت أن تحولت لمطالب سياسية بمكافحة الفساد الحكومي والدعوة للانتقال السلمي للسلطة بحسب القرار الأممي 2254.
وتحولت التظاهرات لموعد أسبوعي يوم الجمعة لتجديد مطالب الإفراج عن المعتقلين وكشف مصير المخفيين قسراً والدعوة لدولة عادلة، والتأكيد على استمرار معارضة سياسات الحكومة الحالية.
وتفاوت زخم المشاركة في احتجاجات الجمعة بين شهر وآخر بحسب الأحداث التي شهدها الجنوب السوري، وبحسب التشديدات الأمنية الحكومية في المدينة.