بيروت
عادت التقارير الإعلامية إلى التداول بمواعيد ردّي إيران و”حزب الله” اللبناني على إسرائيل. فقد ذكرت شبكة “سي أن أن” الأميركية أن الاستخبارات الإسرائيلية “تعتقد أن ’حزب الله‘ سيبدأ هجومه غداً الإثنين، وبعده بساعات تشن إيران هجومها”.
ونسب باراك رافيد، مراسل موقع “أكسيوس” الأميركي في تل أبيب، إلى مصدرين إسرائيليين اليوم الأحد قولهما إن الاستخبارات الإسرائيلية تعتقد أن إيران “قررت مهاجمة إسرائيل مباشرة، وربما تقوم بذلك خلال أيام”، فيما أفادت هيئة البث الإسرائيلية بأن التقديرات في تل أبيب تشير إلى أن الرد الإيراني سيتجاوز كثيراً الهجوم الذي شنته طهران بالصواريخ الباليتسية والمسيرات في نيسان (أبريل) الماضي، بعد تدمير قنصليتها في دمشق، “وسوف تستهدف منشآت حساسة في العمق الإسرائيلي”.
الرأي للحرس
وذكرت تقارير عبرية متقاطعة أن استقالة محمد جواد ظريف، المستشار الاستراتيجي للرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان، هو ما أعاد الحديث عن موعد الردّ الإيراني وحجمه إلى الواجهة من جديد، بعدما كان هذا الأمر تراجع قليلاً منذ يوم الجمعة الماضي، حين قال علي فدوي، نائب القائد العام للحرس الثوري الإيراني، إن أوامر علي خامنئي “التي تخص إنزال العقاب القاسي بإسرائيل ثأرا لدم الشهيد إسماعيل هنية واضحة وصريحة، وستنفذ بأفضل طريقة ممكنة”.
وفي تحليل لهذه المسألة، يقول موقع “والاه” العبري إن استقالة ظريف تعني غلبة رأي الحرس الثوري الإيراني في مسألة الانتقام لاغتيال إسماعيل هنية، الرئيس الراحل للمكتب السياسي لحركة “حماس”، في طهران.
ويضيف: “كان ثمة تجاذب في طهران بين رأيين، أولهما رأي الحرس الثوري القائل بضرورة توجيه ضربة انتقامية قاسية لإسرائيل؛ وثانيهما رأي يمثله ظريف، يقوم على الاستفادة من هذه الفرصة لتحقيق مكاسب لإيران، بدلاً من الدخول في معركة لن تربحها إيران، حتى لو لم تخسرها”.
وبحسب تحليل الموقع العبري، أراد ظريف مقايضة الردّ العسكري بمفاوضة الأميركيين، ولو بشكل غير مباشر، “على رفع بعض العقوبات المفروضة على النظام الإيراني، وتحرير بعض الأرصدة الإيرانية المجمدة في الولايات المتحدة، وإحياء المفاوضات بين إيران والغرب بشأن الملف النووي”.
مكاسب إيرانية
انطلق ظريف في هذا الرأي من أن هذه المكاسب تنفع الشعب الإيراني أكثر من الحرب، ومن شأن هذه المقايضة أن تساعد في تلميع صورة إيران الديبلوماسية في العالم، “إذ ستساهم في خفض منسوب التصعيد في المنطقة”، على أن يستعاض عن الرد الإيراني بردّ موضعي ينفذه أحد الفصائل المؤيدة لإيران في المنطقة، “إلى جانب إطلاق يد ’حزب الله‘ في تحديد موعد وحجم ردّه على مقتل كبير قيادييه فؤاد شكر”، بحسب التحليل العبري.
وفي وقت سابق اليوم، نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن وزير الدفاع يوآف غالانت قوله إن “الأعداء من إيران و’حزب الله‘ يهددون بإيذائنا بطرق لم يفعلوها في الماضي”.
وأضاف: “قدراتنا كبيرة، وعلى إيران و’حزب الله‘ أن يعيدا حساباتهما، وأن يتوقعا أن نرد كما لم نفعل في الماضي”، آملاً ألا تتوسع الحرب.