بيروت
أعلنت حركة “حماس”، اليوم الأربعاء، مقتل رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية مع أحد حراسه الشخصيين في غارة إسرائيلية في طهران.
وقالت “حماس” في بيان إنها “تنعى… رئيس الحركة، الذي قضى إثر غارة صهيونية غادرة على مقر إقامته في طهران، بعد مشاركته في احتفال تنصيب الرئيس الإيراني الجديد”.
وجاء في بيان صادر عن “الحرس الثوري” الإيراني نشره موقعه الإلكتروني أن “مقر إقامة هنية، تعرض للقصف في طهران، ونتيجة لذلك قتل هو وأحد حراسه الشخصيين”.
وقال “الحرس الثوري” إنه “يجري التحقيق” في الواقعة.
وبدوره، قال عضو المكتب السياسي لحماس موسى أبو مرزوق إن الاغتيال “عمل جبان ولن يمر سدى”.
وكان قد وصل هنية إلى طهران أمس الثلاثاء، لحضور حفل تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان في مجلس الشورى.
وقد التقى هنية ببزشكيان والمرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي.
مسيرة هنية
وانتخب هنية رئيساً للمكتب السياسي لحركة “حماس” عام 2017 خلفاً لخالد مشعل.
وقد كان حينذاك شخصية معروفة بعد أن أصبح رئيساً للوزراء في عام 2006 بعد فوز مفاجئ حققته “حماس” في الانتخابات البرلمانية الفلسطينية في نفس العام.
وانضم إلى حماس في عام 1987 عندما تأسست الحركة في خضم الانتفاضة الفلسطينية الأولى ضد الاحتلال الإسرائيلي، والتي استمرت حتى عام 1993.
وخلال الحرب الدائرة بين إسرائيل و”حماس”، أجرى هنية زيارات إلى إيران وتركيا، والتقى الرئيسين التركي والإيراني.
مخاوف من الحرب
وجاءت مراسم أداء اليمين الدستورية الثلاثاء، وسط مخاوف من نشوب حرب بين إسرائيل و”حزب الله” اللبناني عقب قصف صاروخي السبت على الجولان السوري.
واتهمت إسرائيل “حزب الله” بالمسؤولية عن القصف الذي أودى بحياة 12 طفلا، لكن الحزب نفى “أي علاقة” له بالواقعة.
وفي وقت لاحق الثلاثاء، قصفت إسرائيل معقل “حزب الله” في ضاحية بيروت الجنوبية، قائلة إنها “قتلت قائداً عسكرياً مسؤولاً عن الهجوم”.
وصدر بيان عن العلاقات الإعلامية في الحزب، جاء فيه: “قامت إسرائيل بالاعتداء على الضاحية الجنوبية لبيروت الثلاثاء، حيث استهدف مبنى سكنياً في أحد أحيائها مما أدى إلى مقتل عدد من المدنيين وإصابة آخرين بجراح وحصول دمار كبير في عدد من طوابق المبنى”.
وأضاف البيان: “كان فؤاد شكر (الحاج محسن) حينها يتواجد في هذا المبنى”.
وأشار إلى أن “فرق الدفاع المدني، تعمل منذ وقوع الحادثة على رفع الأنقاض بشكل حثيث ولكن ببطء نظراً لوضعية الطبقات المدمرة وما زلنا حتى الآن بانتظار النتيجة التي سيصل إليها المعنيون في هذه العملية فيما يتعلق بمصير شكر ومدنيين آخرين في هذا المكان، ليبنى على الشيء مقتضاه”.
ويتولى شكر، مهام “قيادة العمليات العسكرية في جنوب لبنان” ضد إسرائيل منذ بدء التصعيد بين الطرفين على وقع الحرب في غزة قبل عشرة أشهر.
وتقرر في إسرائيل إغلاق المجال الجوي من خط الخضيرة – حيفا على الحدود الشمالية لمدة 24 ساعة بسبب التطورات الأمنية.
وتعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تدمير “حماس” وإعادة جميع الرهائن الذين تم أسرهم خلال هجوم الحركة في 7 تشرين الأول/أكتوبر الذي أدى إلى الحرب في قطاع غزة.
وأدى هجوم “حماس” على جنوب إسرائيل إلى مقتل 1197 شخصاً، معظمهم من المدنيين، بحسب حصيلة أعدتها وكالة الصحافة الفرنسية (ا ف ب) استناداً إلى أرقام إسرائيلية رسمية.
واحتجزت “حماس” أيضا 251 رهينة، لا يزال 111 منهم في غزة، من بينهم 39 يقول الجيش إنهم لقوا حتفهم.
وأدت حملة الرد العسكري الإسرائيلي في غزة إلى مقتل ما لا يقل عن 39400 شخص، غالبيتهم من المدنيين النساء والأطفال، وفق وزارة الصحة في القطاع الذي تديره “حماس”.
وأشادت طهران بهجوم “حماس” على إسرائيل لكنها نفت أي دور لها.