طرطوس
اختطف مجهولون يستقلون سيارة شابين من منطقة المخرم الفوقاني في ريف حمص وسط سوريا، أثناء توجههما إلى مدينة حمص لشراء هواتف جوالة للتجارة، حيث جرى اقتيادهما إلى جهة مجهولة وسلبهمها مبلغ يقدر بـ 30 مليون ليرة سورية والدراجة النارية التي كانا يستقلانها، ثم أقدم الخاطفون على تكبيلهما ورميهما في أرض زراعية قرب قرية الجابرية، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وفي حادثة اختطاف أخرى اختطفت عصابة شاباً في مدينة طرطوس واقتادته إلى الحدود السورية – اللبنانية، وطلبت فدية مالية قدرها 50 ألف دولار أميركي من ذويه مقابل الإفراج عنه، وأرسلت فيديوهات وصور تظهر تعرضه للتعذيب الشديد بهدف الضغط عليهم لدفع الفدية المالية المطلوبة.
سجلت الحدود السورية اللبنانية، وخاصة محافظة طرطوس على الساحل السوري، تزايداً في حالات الخطف بهدف الحصول على فدى مالية، وسط تورط مسؤولين أمنيين بحسب ما أكدته مصادر أمنية لموقع “963+”.
وأشارت المصادر إلى إحالة أربعة مسؤولين أمنيين في مناطق (المنطار ووادي خالد وتلكلخ) إلى التحقيق يوم الجمعة الماضي، بتهمة “تورطهم في عمليات خطف مدنيين بالتعاون مع مجموعة من المهربين يرأسها شجاع العلي”.
وأوضحت أن “الشخص المدعو شجاع العلي، المعروف بـ”الخال”، والذي يعمل في تهريب البشر عبر الحدود، يتزعم مجموعة من المهربين الذين يقومون بخطف الضحايا وطلب فدية مالية كبيرة”.
وكان العلي، أحد عناصر الأمن العسكري في طرطوس، ولكنه اعتقل قبل عام وأُطلق سراحه بعد تعهده بعدم العودة إلى الأعمال الخارجة عن القانون.
ويُعتقد أن العلي “جمع حوالي مليون دولار خلال عام واحد من عمليات التهريب والخطف، ويُشتبه بتورطه في مقتل أكثر من 34 مواطنًا سوريًا عبر الحدود”، بحسب ما ذكرت.
وأفادت المصادر، أن الحكومة السورية أطلقت عملية “لتحرير المختطفين في منطقة وادي خالد على الحدود السورية اللبنانية”.
وأضافت المصادر أن الوحدات العسكرية التابعة للحكومة السورية، “تمكنت من تحديد مكان المخطوفين في منطقة وادي خالد، لكن تم رصد إشارة تدل على دخول الخاطفين إلى الأراضي اللبنانية، ويجري التنسيق مع الجانب اللبناني عبر وزارة الخارجية السورية”.
وأثارت حوادث الاختطاف في سوريا غضباً واسعاً بين الأهالي، والتي كان آخرها اختطاف الفتاة جودي زغيبي من مدينة طرطوس وكريستينا حسن من صافيتا.
ورغم تداول أنباء عن تحرير الشابة كريستينا 21 عاماً، التي اختفت منذ 10 أيام، إلا أن عائلتها نفت صحة تلك الأنباء، مؤكدة أنها لا تملك مبلغ الفدية المقدر بـ60 ألف دولار للإفراج عن ابنتها.
وهدد أفراد العصابة بقتل المختطفة وبيع أعضائها في حال رفض تسليم الفدية المطلوبة.
ونقلت وسائل إعلام عن إبراهيم حسن، والد كريستينا، قوله أمس السبت، إنه “لم يتلق أي اتصال يفيد بتحرير ابنته، وأنها لم تعد إلى منزل العائلة في ريف صافيتا”.
وتناقلت صفحات محلية في طرطوس، خبر اختطاف الشاب محمد الفضلي وتعذيبه من قبل مجهولين اقتادوه إلى منطقة مجهولة على الحدود اللبنانية. وطالب الخاطفون عائلة الشاب بدفع 50 ألف دولار للإفراج عنه.
ووثق المرصد السوري لحقوق الإنسان، 35 حالة اختطاف جرت الشهر الماضي في ثلاث محافظات سورية، (درعا 14، حمص 13، السويداء 8).
وتُعتبر المناطق الحدودية مع لبنان مناطق نشطة لهذه العمليات نظراً لتعقيداتها الجغرافية والسياسية، حيث يستغل المهربون وعصابات الخطف الفراغ الأمني لتحقيق مكاسب مالية كبيرة.