خاص – دمشق
أكدت مصادر سوريّة مطلعة أن وفداً كويتياً يضم شخصيات سياسية وديبلوماسية وصل إلى العاصمة السورية دمشق قبل يومين، للبحث في إعادة افتتاح السفارة الكويتية في البلاد.
وقالت المصادر لـ”963+” إن أعضاء الوفد الكويتي كشفوا على مباني السفارة الكويتية تمهيداً لإعادة افتتاحها، بعد إغلاقها منذ عام 2011، كما التقوا نظراءهم السوريين بحضور السفير السوري لدى الكويت تميم مدني، الذي رتب اللقاء منذ شهر.
وبحسب المصادر نفسها، كان زيارة هذا الوفد مقررة في الأول من تموز/يوليو، “لكنها تأجلت لأسباب فنية بحتة”. ويقيم الوفد الكويتي في فندق “فورسيزون” وسط العاصمة دمشق، والذي يحظى بحماية مكثفة من قبل السلطات الأمنية السورية.
وهذه الزيارة هي الثانية من نوعها في العام الجاري. ففي وقت سابق من العام الحالي، زار وفد أمني دمشق واجتمع مع نظرائه السوريين. وتأتي هذه الخطوات الكويتية متزامنةً مع المساعي لإذابة الجليد بين دمشق وأنقرة، بعد قطيعة دامت عقداً ونيف من الزمان.
خطوة مقابل خطوة
وكانت القطيعة العربية والخليجية مع الحكومة السورية قد بدأت في عام 2011، واستمرت حتى تبنت دول الخليج المبادرة الأممية “خطوة مقابل خطوة”، فاستعادت سوريا مقعدها في جامعة الدول العربية، وحضر الرئيس السوري بشار الأسد قمة جدة في 27 أيار/مايو 2023.
لكن قطار التطبيع العربي مع الحكومة السورية توقف بسبب عدم التزامها تعهداتها. يقول شارلز ليستر، الباحث في معهد الشرق الأوسط في واشنطن، في مقالة نشرتها مجلة “فورين بوليسي” الأميركية في 29 أيار/مايو الماضي، إن مبادرة “خطوة مقابل خطوة” التي أدت إلى عودة سوريا للحضن العربي تضمنت خمس أولويات أساسية يجب إنجازها من خلال “لجنة الاتصال الوزارية العربية” الخاصة بمواصلة الحوار مع الحكومة السورية.
وبحسب ليستر، تضمنت النقاط الخمس “توسيع نطاق المساعدات الإنسانية في سوريا، وتهيئة الظروف لعودة اللاجئين على نطاق واسع، وإنهاء إنتاج وتصدير المخدرات من سوريا نحو الدول العربية، واستئناف عمل اللجنة الدستورية والتوصل لحل سياسي بما يتماشى مع قرارات مجلس الأمن الدولي، وإنشاء هيئة أمنية دولية لتنسيق الجهود لمكافحة الإرهاب في سوريا”.
الباب مفتوح
وبادرت الإمارات أخيراً بإعادة سفيرها إلى سوريا في 30 كانون الثاني/يناير الماضي، ثم تبعتها السعودية في 26 أيار/مايو الماضي، على أن تقابل الحكومة السورية هذا الانفتاح العربي بخطوات متفق عليها مع الدول العربية.
ومع زيارة الوفد الكويتي اليوم إلى دمشق، تنهي الكويت قطيعة بدأت في 8 آب/أغسطس 2011، حين كانت ثاني دولة عربية تسحب سفيرها لدى سوريا، بعد قطر التي سحبت سفيرها في تموز/يوليو 2011. وتقول المصادر إن هذه الخطوة الكويتية “ستفتح الباب واسعاً أمام دول أخرى، إلا أن ما يؤخرها هو انتظارها الخطوات المطلوب من الحكومة السورية أن تخطوها”.