دمشق
انطلقت صباح اليوم الاثنين، انتخابات مجلس الشعب في سوريا، وسط مقاطعة لافتة في السويداء ومناطق أخرى خارجة عن سيطرة الحكومة.
وفتحت مراكز الاقتراع البالغ عددها 8151 مركزاً في مناطق سيطرة الحكومة، أبوابها عند الساعة السابعة صباحاً بالتوقيت المحلي، على أن تغلق عند الساعة السابعة مساءً.
ويتنافس 1516 مرشحاً للوصول إلى 250 مقعداً، بعد انسحاب أكثر من 7400 مرشح وفق اللجنة القضائية العليا للانتخابات.
وشهدت الانتخابات مقاطعة لافتة في السويداء، إذ هاجم محتجون على إجراء الانتخابات في المحافظة التي تشهد حراكاً شعبياً مستمراً، عدداً من مراكز الاقتراع في قرى وبلدات الريف.
ونظم أهالي بلدات “ولغا، عرمان، القريا، ملح، الجنينة” وغيرها في الريفين الجنوبي والجنوبي الشرقي للسويداء، وقفات احتجاجية وأغلقوا المراكز الاحتجاجية واتلفوا صناديق الاقتراع، تنديداً بإجراء الانتخابات في مناطقهم دون الاكتراث لمطالبهم التي ما زالوا يطالبون بها.
وفي مدينة السويداء مركز المحافظة، انطلق عشرات المحتجين صباحاً من ساحة الفرسان إلى ساحة الكرامة، في مظاهرة جوالة داعية لمقاطعة انتخابات مجلس الشعب.
وكانت بلدتا مردك والمزرعة بريف السويداء الغربي، قد شهدتا أمس وقفات احتجاجية رداً على محاولة الحكومة إرسال صناديق الاقتراع إلى البلدتين.
وأخرج المحتجون في بلدة المزرعة صناديق الاقتراع من المراكز الانتخابية إلى خارج البلدة، كما قام أهالي بلدة مردك بإغلاق الطرق المؤدية إلى مبنى البلدية بالإطارات المشتعلة، لمنع إرسال صناديق الاقتراع إلى البلدة، وفق ما نقله المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وفي درعا المجاورة التي تشهد فلتاناً أمنياً، خرج عشرات الشبان في مدينة نوى أمس الأحد، في وقفة احتجاجية، دعوا فيها لمقاطعة الانتخابات.
وتعد هذه الانتخابات رابع انتخابات برلمانية تُجرى بعد اندلاع الأزمة السورية في العام 2011.
ويشترط في المرشح لمجلس الشعب أن يحمل الجنسية السورية منذ عشر سنوات على الأقل، وأن يكون قد أتمّ الخامسة والعشرين من عمره وألا يكون محكوماً بجناية أو جنحة بحكم مبرم.
ويُمكن لأي سوري بلغ الثامنة عشر من عمره أن يُدلي بصوته، بعد حضوره بشكل شخصي إلى مركز اقتراع.
وفي المناطق السورية الخارجة عن سيطرة الحكومة وخصوصاً إدلب المدينة وريفها وأرياف حلب والرقة والحسكة التي تسيطر عليها هيئة “تحرير الشام/جبهة النصرة سابقاً” وتشكيلات “الجيش الوطني” الموالي لأنقرة، “لن تجرى فيها الانتخابات لأنها لا تعترف بها”، بحسب ما ذكرت تقارير إعلامية.
وقال رئيس هيئة التفاوض السورية المعارضة بدر جاموس في وقت سابق، إن هذه الانتخابات “تكرار لكل الانتخابات السابقة التي تمثّل السلطة الحاكمة وحدها” بغياب تسوية سياسية للنزاع الذي أودى بحياة أكثر من نصف مليون سوري.
وفي مناطق شمال شرقي سوريا التي تديرها الإدارة الذاتية، أعلن مجلس سوريا الديموقراطية عبر بيان رسمي مقاطعته للانتخابات “ودعا الوطنيين السوريين للمقاطعة أيضاً”.
ولا تسمح الإدارة الذاتية بوضع صناديق الاقتراع في مناطقها، حيث يقتصر وضع الصناديق على المربعين الأمنيين في مدينتي القامشلي والحسكة، بحسب ما ذكر المرصد السوري.