السويداء
يرى أكاديمي سوري أن “السوريين فقدوا الثقة بالانتخابات كونها إجراء شكلي في البلاد، خاصة أن مجلس الشعب في سوريا لا يقوم بدوره بالشكل الذي نص عليه الدستور”.
ويرفض المحتجون في محافظة السويداء جنوبي سوريا، إجراء انتخابات مجلس الشعب، مع استمرار تظاهرات مناوئة للحكومة السورية.
ويطالب المحتجون في السويداء بتحقيق مطالبهم المحقة المتمثلة بالانتقال السياسي والسلمي للسلطة في سوريا، والإفراج عن المعتقلين.
ويدعون إلى مقاطعة انتخابات مجلس الشعب، خلال احتجاجاتهم وكان آخرها يوم أمس الأحد، حينما رفع المحتجون لافتات كتبت عليها شعارات “لا شرعية لأي انتخابات قبل تطبيق القرار 2254″، ”من أجل مستقبل الأطفال قاطع الانتخابات”، و”مجلسكم لا يمثلنا عمال وفلاحو السويداء”.
وحول الانتخابات ورفض محتجي السويداء لها، قال مهيب صالحة، وهو كاتب وأكاديمي سوري، إن “سوريا لا تنتمي إلى البلدان الديموقراطية التي تعتمد الانتخابات بمختلف مفاصل الدولة والحكومة، لذا فإن الانتخابات فيها نوع من ‘الزركشة’ فهي لا تنتمي لروح الديموقراطية”.
وأضاف: أن “معظم السوريين لا يثقون بالانتخابات، لأنها محسومة النتائج مسبقاً، رغم إجراء تعديلات شكلية في انتخابات الحكومة السورية إلا أنها غير نزيهة ولا ديموقراطية وتفتقر للتنافسية”.
وأشار إلى أن “النظام الانتخابي لم يتطور. طالما كانت الانتخابات جاهزة ومفبركة. ولا تتجاوز نسبة اقترع السوريين 10%”، على حد تعبيره.
ولفت إلى أن النظام الانتخابي في سوريا جامد ولا يتيح للشعب فرصاً متساوية في الترشح، وهو ما قضى على التنافسية وانتشار الفساد والترهل في مؤسسات الدولة”.
ويشير صالحة إن “موقف المحتجين في السويداء من الانتخابات واضح، وهو مقاطعتها ودعوة المرشحين إلى الانسحاب منها، خاصة أن سوريا تمر بمنعطف تاريخي حرج جداً، بدخول الأزمة السورية إلى نفق مظلم”.
وقال: أن “الانطباع العام لدى المحتجين أن نتيجة الانتخابات محسومة سلفاً، لصالح ذات الأشخاص والأحزاب”.
وأوضح أن “هذا الانطباع يأتي نتيجة معرفة السوريين بأن مجلس الشعب لا دور له في الرقابة والمحاسبة، ولا يقدم المسؤولين والوزراء للاستجواب لتصويب السياسات الأهداف والسلوكيات”.
ورأى صالحة أن الفساد المالي والإداري دليل كبير على أن مجلس الشعب لا يعمل وفق ما يملي عليه واجبه في الدستور السوري سواء دستور 2012 أو 1973″.
ونوه أيضاً إلى أن “منع إجراء الانتخابات في السويداء يتنافى مع الديموقراطية، ولكل شخص حق مقاطعة الانتخابات أو أن يذهب إليها، ويمكن أن يندرج منع الاقتراع في السويداء تحت بند الاستبداد، لأنها خيار فردي”.
وتستمر الاحتجاجات في السويداء المناهضة للحكومة السورية للشهر العاشر على التوالي.