دمشق
ذكرت وسائل إعلام حكومية سورية، اليوم الأحد، أن هناك تحضيرات لعقد اجتماع مع تركيا في العاصمة العراقية بغداد، لبدء مسار جديد من مفاوضات التطبيع بين الجانبين.
وبداية الشهر الجاري، كان رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، قد كشف عن تحركات لحكومته لإتمام التطبيع بين تركيا والحكومة السورية.
وقالت صحيفة “الوطن” المقربة من الحكومة السورية، إن “بغداد ستشهد اجتماعاً مرتقباً بين أنقرة ودمشق”، مضيفة أن هذه الخطوة “ستكون بداية عملية تفاوض طويلة قد تفضي إلى تفاهمات سياسية وميدانية”.
وأشارت الصحيفة نقلاً عن مصادر لم تسمها، إلى أن الجانب التركي طلب من روسيا والعراق الجلوس على طاولة ثنائية مع الحكومة السورية دون حضور أي طرف ثالث وبعيداً عن الإعلام للبحث في تفاصيل إعادة العلاقات.
وكانت الأيام القليلة الماضية، قد شهدت تبادلاً في الرسائل بين أنقرة ودمشق، حيث عبرت كل منهما عن رغبتها بتحسين العلاقات والبدء بحوار ينهي القطيعة.
وأبدى الرئيس السوري بشار الأسد، خلال لقائه مع المبعوث الخاص للرئيس الروسي ألكسندر لافرنتييف، الأربعاء الماضي، انفتاحه على جميع المبادرات المرتبطة بتطوير العلاقات مع تركيا، واكتفى بالقول إنها يجب أن تكون “مستندة إلى سيادة الدولة السورية”.
من جانبه، رد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في تصريح، يوم الجمعة، بالتأكيد على استعداد بلاده إقامة علاقات دبلوماسية مع الأسد، معتبراً أنه “لا يوجد سبب يمنع إقامة العلاقات الدبلوماسية، وسنواصل تطوير العلاقات كما كنا نفعل في الماضي”.
وأوضح السفير التركي السابق في سوريا، عمر أونهون، أن أنقرة تخلت عن مواقفها السابقة من سوريا، وتسعى الآن إلى إقامة علاقة تعاون مع دمشق.
وقال في مقال رأي لموقع «المجلة»، إن “تركيا غيّرت نهجها تجاه دمشق وأدركت أن التعامل مع الأسد ضروري لمعالجة عدة قضايا”.
وتوقع أونهون أن يجتمع الرئيس التركي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في آستانا، خلال يوليو المقبل، و”قد يدليان بتصريحات مفاجئة فيما يتعلق بسوريا”، مشيراً إلى أهمية موقف روسيا ودورها بالنسبة لعملية التطبيع بين البلدين.
فتح معبر يربط بين مناطق سيطرة المعارضة الموالية لتركيا والحكومة السورية
وتزامناً مع هذه التصريحات جرى افتتاح تجريبي لمعبر “أبو الزندين” في مدينة الباب شمال شرقي حلب، وذلك في ظل تواتر أنباء عن احتمال وضع طريق حلب- اللاذقية والمعروف بطريق M4″” في الخدمة، وفتح طريق غازي عنتاب أمام حركة الترانزيت من مدينة إعزاز عند الحدود التركية شمال حلب إلى معبر نصيب عند الحدود الأردنية، ومنها إلى دول الخليج العربي، وهو الشريان الاقتصادي لتركيا.
وانخرطت تركيا في أواخر عام 2022 بمحادثات مع الحكومة السورية برعاية من روسيا ومن ثم شاركت بها إيران، حيث جرى عقد عدة لقاءات على مستوى أجهزة الاستخبارات ووزراء الدفاع والخارجية.
وفشل ذلك المسار قبل توقفه خلال النصف الأول من العام الماضي، بتحقيق أي خرق أو تبدل في مواقف كلا الجانبين، بسبب شروط الحكومة المسبقة وأولها انسحاب القوات التركية من الأراضي السورية.