موسكو
توجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى فيتنام، اليوم الخميس، في زيارة دولة تلبية لدعوة من الأمين العام للحزب الشيوعي الفيتنامي نغوين فو ترونغ تهدف إلى تعزيز العلاقات بين البلدين.
والتقى الرئيس الفيتنامي تو لام، نظيره الروسي في القصر الرئاسي في هانوي، وقال إن بلاده “تعلق أهمية كبيرة على تطوير الشراكة الاستراتيجية الشاملة مع روسيا، التي تعتبرها إحدى أولويات السياسة الخارجية”. وتابع تو لام: “إننا نتذكر بامتنان المساعدة والدعم المتفاني الذي قدمه الشعب الروسي لفيتنام في كفاحنا من أجل الاستقلال”.
وينتظر أن يجري بوتين محادثات ثنائية مع زعيم الحزب الشيوعي ترونغ، كما سيلتقي رئيس الوزراء الفيتنامي فام مينه تشينه، ويحضر أيضا مأدبة رسمية.
وتؤكد زيارة بوتين العلاقات المتواصلة بين البلدين منذ عقود، في مواجهة الانتقادات الأميركية لهجوم روسيا لأراض أوكرانية، وفق ما ذكرت وكالة بلومبيرغ.
ونقلت بلومبيرغ عن بيان نشر على الموقع الرسمي للحكومة الفيتنامية القول: “تثبت هذه الزيارة أن فيتنام تقوم على نحو نشط بتنفيذ سياستها الخارجية بروح الاستقلال والاعتماد على النفس والتنويع والتعددية”.
وسبق أن انتقدت السفارة الأميركية في العاصمة الفيتنامية هانوي الزيارة، وقالت: “لا ينبغي لأي دولة منح بوتين منصة للدعاية لحربه العدوانية، والسماح له بتطبيع فظائعه”.
وقالت وسائل إعلام كورية شمالية، الخميس، إن “بيونغ يانغ وموسكو اتفقتا على تقديم الدعم العسكري بدون تأخير إذا تعرض أي منهما لهجوم، بموجب معاهدة شراكة جديدة تم التوقيع عليها بعد قمة بيونغ يانغ بين الزعيم كيم جونغ أون، والرئيس الروسي”.
وبعد زيارة بوتين لكوريا الشمالية، كشفت وكالة الأنباء المركزية الرسمية في بيونغ يانغ عن النص الكامل لـ”معاهدة الشراكة الاستراتيجية الشاملة” التي وقعها كيم وبوتين، أمس الأربعاء بعد محادثاتهما في بيونغ يانغ.
وجاء في المعاهدة “إذا تعرض أحد الطرفين لمواقف حرب بسبب غزو مسلح من دولة منفردة، أو عدة دول فإن الجانب الآخر يقدم المساعدة العسكرية وغيرها من المساعدات دون تأخير من خلال حشد جميع الوسائل المتاحة له التي في حوزته بما يتماشى مع المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة وقوانين كوريا الشمالية والاتحاد الروسي”.
وأضافت الوكالة أن المعاهدة الجديدة “تتطلب أيضاً من الجانبين عدم التوقيع على معاهدات مع دولة ثالثة تنتهك المصالح الأساسية للطرف الآخر أو تشارك في مثل هذه الأعمال”.
وتنص المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة على أن جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة لها الحق الطبيعي في الدفاع عن النفس فردياً وجماعياً إذا تعرضت لهجوم مسلح.
وستحل معاهدة الشراكة الجديدة محل المعاهدات الثنائية التي أبرمتها كوريا الشمالية وروسيا حتى الآن، بما في ذلك معاهدة العلاقات الثنائية في عام 2000 والتي تركزت على التعاون في القطاعات غير العسكرية.
ووقعت كوريا الشمالية والاتحاد السوفياتي السابق معاهدة الصداقة والمساعدة المتبادلة في عام 1961. وتضمنت المعاهدة بندًا ينص على ما يسمى بالتدخل العسكري التلقائي، والذي بموجبه إذا تعرض أحد الطرفين لهجوم مسلح، فإن الطرف الآخر يقدم القوات العسكرية وغيرها من المساعدات دون تردد.
وجاءت محادثات القمة في وقت تكثف فيه روسيا وكوريا الشمالية، اللتان تخضعان لعقوبات دولية، تعاونهما العسكري مع استمرار الحرب في أوكرانيا وسعي كوريا الشمالية لتطوير برامجها النووية والصاروخية.
وقال بوتين في ختام المباحثات مع كيم “نحن نعارض ممارسة فرض العقوبات والقيود ذات الدوافع السياسية. مثل هذه الإجراءات غير المشروعة تؤدي فقط إلى تقويض النظام الاقتصادي والسياسي العالمي”.
ويسعى الرئيس الروسي إلى حشد الدعم من جانب حلفاء روسيا المتبقين. ولا يزال من غير الواضح بالضبط كيف تأمل فيتنام في الاستفادة من استضافة زيارة من بوتين، الذي لا يزال يخضع لمذكرة توقيف من المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب مزعومة ضد أوكرانيا.