بروكسل
تتطلع أبرز المنتخبات المشاركة في كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم لتحقيق نتائج إيجابية، تؤهلها للظفر بلقب النسخة الـ17. وتعتبر كل من ألمانيا، مستضيفة الدورة، إنكلترا، فرنسا، إسبانيا والبرتغال أهم البلدان المرشحة لمعانقة الكأس في النهائي، بحسب ما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية (ا ف ب).
وانطلق أمس الجمعة العرس الكروي القاري كأس الأمم الأوروبية 2024 بمشاركة 24 منتخبا، وتركز الأنظار خلال هذه المسابقة على أقوى المنتخبات المرشحة لنيل اللقب، يأتي في مقدمتها البلد المضيف ألمانيا.
وودعت ألمانيا بطلة العالم أربع مرات النسختين الأخيرتين في المونديال من دور المجموعات، ولم تسر نتائجها في السنوات الأخيرة جماهير المانشافت، الأمر الذي أدى إلى إقالة المدرب هانزي فليك واستبداله بزميله الشاب يوليان ناغلسمان، والذي ستكون مهمته في هذه النهائيات الأوروبية منح المنتخب الألماني اللقب الرابع، ليتجاوز إسبانيا. وسيكون الأول منذ 28 عاماً.
واعتمد المدرب الشاب على إحساسه في قراءة مشاركة منتخبه في المنافسة. وقال ناغلسمان في تصريح سابق: “لدي شعور أن بمقدورنا إحراز اللقب”. ويسعى المنتخب الألماني لكسر نحس لازم الدولة المضيفة لكأس أوروبا في كرة القدم منذ 40 عاما، عندما أحرزت فرنسا اللقب على أرضها بفوزها على إسبانيا 2-0 في نهائي نسخة عام 1984.
ويبقى على ألمانيا أن تكسر النحس الذي رافق الدول المضيفة في السنوات الأربعين الأخيرة وتحرز اللقب على أرضها في النهائي المقرر في 14 تموز/يوليو المقبل، علما أن عام 1996 شهد تتويجها الأخير من أصل ثلاثة ألقاب بحوزتها.
وتتوفر الآلة الألمانية على مواهب كثيرة قادرة أن تحقق هذه الإنجاز، وتسعد جماهيرها في عقر الدار. يأتي على رأسها المهاجم جمال موسيالا الذي يتميز بتقنيات عالية قادرة أن تخلق الفرق مع المنتخبات المنافسة. ويعتبر هذا المهاجم السريع إحدى نقاط القوة في هجوم بايرن ميونيخ الألماني.
وتعد إنكلترا أحد أكبر المرشحين للفوز باللقب، إن لم نقل أبرزهم. وتعول على الثلاثي الهجومي الضارب هاري كاين، فيل فودن وجود بيلينغهام. وستنافس قبل الأدوار المقبلة مجموعة مشكلة من الدنامارك، صربيا وسلوفينيا.
وفي حال الظفر بكأس النسخة الـ17، ستكون هي الأولى في تاريخها. وبعد الخسارة المؤلمة بركلات الترجيح على يد إيطاليا في نهائي 2021 على ملعب ويمبلي، سقط فريق المدرب غاريث ساوثغيت في ربع نهائي مونديال قطر 2022 بصعوبة أمام فرنسا.
ويأمل “الأسود الثلاثة” في الاستفادة من خبرة كاين على الأراضي الألمانية، حيث تألق في موسمه الأول في الـ”بوندسليغا” بتسجيله 44 هدفا في 45 مباراة خاضها مع بايرن ميونيخ في جميع المسابقات، لكن من دون أن يحرز أول لقب في مسيرته.
كما أن بيلينغهام كان من نجوم الدوري الألماني قبل أن يترك دورتموند الصيف الماضي للالتحاق بريال مدريد الإسباني والمساهمة بقيادة النادي الملكي إلى ثنائية الدوري المحلي ودوري أبطال أوروبا.
وقال قائد إنكلترا لكرة القدم المهاجم هاري كاين الخميس إن منتخب “الأسود الثلاثة” مستعد لكتابة التاريخ، قبل المباراة الافتتاحية لكأس أوروبا 2024 أمام صربيا يوم الأحد.
وعلى الرغم من إنجازاته وألقابه الفردية، لم يفز كاين أبدا بأي لقب جماعي، علما أن بايرن أنهى الموسم الماضي من دون أي لقب للمرة الأولى منذ 12 عاماً
وبدورها، تعتبر فرنسا أحد أبرز المرشحين للفوز باللقب لما تتوفر عليه من طاقات كروية، تلعب في أكبر النوادي الأوروبية. وتعد المجموعة التي يلعب بها الزرق، بقيادة المدرب ديدييه ديشان، من الأجيال الذهبية التي حققت إنجازات مهمة، وينقصها التتويج الأوروبي.
وقال ديشان: “سنخوض كأس أوروبا بطموح لكن بصفاء ذهن. أدرك أن التوقعات ترتفع كل مرة بعد ما حققناه. لكن الخبرة تقول لنا أن هناك الكثير من الخطوات التي يجب اجتيازها في البطولات”. ووقع “الزرق” في مجموعة صعبة تضمّ هولندا، بولندا والنمسا.
ويأمل نجم الديوك كيليان مبابي، المنتقل بعد مد وجزر من باريس سان جرمان إلى ريال مدريد الإسباني، في إحراز أول ألقابه القارية بعد تتويجه مع فرنسا بمونديال 2018 وحصوله على الوصافة في 2022 وراء أرجنتين ليونيل ميسّي بركلات الترجيح.
وبلغت فرنسا المباراة النهائية ثلاث مرات في آخر أربع مشاركات في بطولة كبرى.
واعتبر لاعب وسط برشلونة ومنتخب إسبانيا لكرة القدم بيدري، الثلاثاء، أن قوة لاروخا في كأس أوروبا 2024 في ألمانيا، تكمن في “اتحاده” وليس في ضمه “قائدا واحدا”.
وقال بيدري في مؤتمر صحفي بمعسكر منتخب بلاده في مدينة دوناوشينغن الألمانية: “ميزتنا الكبيرة هي أننا فريق، وعائلة، داخل وخارج الملعب. نحن متحدون جدا. (…) ليس هناك قائد واحد فقط. القائد هو الفريق ككل، هذا ما يميزنا عن المنتخبات الأخرى”.
وتعول إسبانيا، المتوجة باللقب القاري ثلاث مرات أعوام 1964 و2008 و2012 وبلقب دوري الأمم عام 2023، على هذه القوة الجماعية وتألق مواهبها الشابة لاستعادة مكانتها بين أفضل المنتخبات في العالم.
وحافظ المنتخب الإسباني على سجله خالياً من الخسارة لأكثر من عام في المنافسات الرسمية، ووصل إلى العرس القاري بثقة كاملة بعد فوزين كبيرين في مباراتيه الإعداديتين على أندورا (5-0) وإيرلندا الشمالية (5-1).
وأكد لاعب الوسط الكاتالوني، البالغ من العمر 21 عاما، خلال المباراتين الوديتين عودته إلى مستواه بعد أكثر من عام ونصف من الغياب عن التشكيلة بسبب الإصابات المتتالية مع برشلونة.
وأوضح بيدري “بدنيا، أشعر أنني بحالة جيدة وأصل إلى ألمانيا برغبة كبيرة. أعلم أنه يمكنني المساهمة كثيرا. لقد كان هذا الموسم معقدا، ولكن من الواضح أنني في أفضل مستوياتي هذا العام. لقد عملت كثيرا لأكون حاضرا هنا”.
ولن يكون أمام منتخب لاروخا أي مجال للخطأ في المجموعة الثانية، الأصعب في المسابقة، مع إيطاليا حاملة اللقب وكرواتيا بقيادة النجم لوكا مودريتش، وصيفة دوري الأمم 2023 وكأس العالم 2018، وألبانيا.
وتستهلّ البرتغال مشوارها القاري بمواجهة تشيكيا في لايبزيغ في 18 الشهر الحالي، قبل أن تواجه تركيا بعد أربعة أيام في دورتموند، وتكمل دور المجموعات أمام جورجيا في غيلزنكيرشن في 26 منه.
واعتبر النجم كريستيانو رونالدو أن المنتخب البرتغالي “حبّ حياتي” مشيرا إلى أن الاستمرار في اللعب على هذا المستوى بعمر الـ39 هو “هدية”. واستعد مهاجم النصر السعودي للبطولة القارية بتسجيله ثنائية في المباراة التي فازت فيها البرتغال على إيرلندا 3-0، معززا رقمه القياسي بعدد الأهداف الدولية بعدما رفعه إلى 130 هدفا.
كل هذه المنتخبات وأخرى تنافس لمدة شهر لعلها تحقق إنجازاً يسعدها ويسعد جماهيرها، وتنقش اسمها في تاريخ الكرة الأوروبية. فأي منها سيعانق لقب النسخة الـ17؟