بيروت
قتل 30 فلسطينياً على الأقل، وأصيب العشرات، اليوم السبت، إثر غارات إسرائيلية غير مسبوقة استهدفت مخيم النصيرات ومناطق شرقي دير البلح ومخيمي البريج والمغازي، وسط غزة، بالتزامن مع توغل للآليات شرقي وشمال غربي النصيرات.
وقالت وزارة الصحة بغزة، إن “مستشفى شهداء الأقصى يواجه صعوبة بالتعامل مع أعداد المصابين إثر التصعيد الإسرائيلي وسط القطاع”.
كما تسبب القصف في سقوط ضحايا في منطقة النجمة في مخيم الشابورة وسط المدينة، في حين أجرى الجيش الإسرائيلي عمليات تمشيط وتجريف واسعة على طول الحدود الفلسطينية المصرية التي تسيطر عليها القوات الإسرائيلية وسط إطلاق نار كثيف وقصف مدفعي عشوائي.
والتهمت النيران، في شمالي مدينة رفح، عدداً من المنازل والمنشآت الزراعية إثر إطلاق الجيش الإسرائيلي قنابل حارقة على منطقة عريبة شمالي رفح.
من جهته، قال مكتب الإعلام الحكومي بغزة إن عشرات القتلى والجرحى في الشوارع، مشيراً إلى أن مستشفى شهداء الأقصى في وضع كارثي.
وطالب المكتب “المجتمع الدولي بوقف حرب الإبادة الجماعية بشكل فوري وعاجل”.
وأطلقت وزارة الصحة في غزة السبت، نداءَ استغاثة عاجلاً إلى المجتمع الدولي لتوفير مولدات كهرباء لمستشفيات القطاع.
وقالت القناة 12 العبرية إن الجيش الإسرائيلي يستهدف في عملية من الجو والبحر والبر مخيم النصيرات ومحيطه وسط القطاع.
وأضافت أن عدداً كبيراً من الطائرات الحربية يشارك في قصف وهجوم استثنائي على منطقة مخيم النصيرات.
بدوره، قال الجيش الإسرائيلي إنه يقصف بنى تحتية في منطقة النصيرات وسط قطاع غزة، معلناً “تحرير 4 محتجزين إسرائيليين من قلب النصيرات”.
وقد نفذت إسرائيل الليلة الماضية، غارات مصحوبة بقصف مدفعي على مناطق عدة في القطاع، بينها المناطق الشمالية لمدينة رفح.
الأمم المتحدة تضيف إسرائيل و”حماس” و”الجهاد” إلى قائمة مرتكبي الانتهاكات ضد الأطفال
وتتزامن هذه الغارات الإسرائيلية الجديدة، مع إعلان قرار للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، بإدراج الجيش الإسرائيلي في قائمة الأطراف التي ترتكب انتهاكات ضد الأطفال، المعروفة إعلاميا بـ”قائمة العار”.
وتقدِّر مؤسسات صحية حكومية في غزة بأن طفلاً واحداً يصاب أو يموت كل عشر دقائق بفعل الغارات والقصف الإسرائيلي، مما جعل أعداد الضحايا في صفوف أطفال غزة ترتفع إلى مستويات قياسية.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة السبت، ارتفاع عدد القتلى الفلسطينيين في الحرب الإسرائيلية على القطاع منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي إلى 36801 قتيلاً، في حين زاد عدد المصابين إلى 83 ألفاً و530 مصاباً.
ومن جانب آخر، أعلنت كتائب “القسام”، الجناح العسكري لحركة “حماس” أنها استهدفت مروحية إسرائيلية من نوع أباتشي بصاروخ سام 7 شرق مدينة رفح جنوبي قطاع غزة.
كما قالت إنها “فجرت حقل ألغام بقوة هندسة إسرائيلية قرب الخط الزائل شرق مدينة رفح، مشيرة إلى أنها أوقعت أفرادها بين قتيل وجريح”.
وأمس الجمعة، اعترف الجيش الإسرائيلي بإصابة 9 من جنوده، بينهم 7 في قطاع غزة، خلال الـ24 ساعة الماضية، وسط استمرار الاشتباكات في محاولة التقدم بمدينة رفح جنوبي القطاع.
وأفاد الجيش الإسرائيلي بأن عدد الجنود الجرحى منذ بداية الحرب في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي وصل إلى 3763، منهم 1902 أصيبوا منذ بداية المعارك البرية يوم 27 من الشهر ذاته.
وبلغ عدد قتلى الجيش 646 جندياً وضابطاً منذ بداية الحرب بينهم 294 قتلوا بالمعارك البرية في قطاع غزة، غير أن مستشفيات ووسائل إعلام إسرائيلية أكدت أن العدد الفعلي لقتلى ومصابي الجيش أكبر مما يعلن عنه.
وبعد أسبوع على إعلان الرئيس الأميركي جو بايدن ما قال إنه مقترح إسرائيلي لوقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن المحتجزين لدى “حماس”، يبدو أن الجهود الدبلوماسية للتوصل إلى هدنة تراوح مكانها، رغم المناقشات التي جرت هذا الأسبوع في الدوحة.
وفي هذا السياق، يزور وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إسرائيل ومصر وقطر والأردن الأسبوع المقبل، حسبما أعلنت واشنطن. لكن هذه الزيارة قد يسبقها تبدّل في المشهد السياسي في إسرائيل. فقد أعلن غانتس، رئيس الأركان السابق للجيش الإسرائيلي والذي بات خصماً سياسياً لنتنياهو، أنه سيعقد مؤتمراً صحافياً مساء السبت.