بروكسل
حذّرت الأمم المتحدة من أن تدهور الأراضي والتصحر يؤثران على أكثر من ثلاثة مليارات شخص حول العالم، وذلك في تقرير لها أصدرته اليوم الأربعاء، بمناسبة اليوم العالمي للبيئة.
ويحتفل العالم باليوم الدولي للبيئة، الذي يوافق 5 من حزيران/يونيو كل عام، تحت شعار “أرضنا مستقبلنا. معاً نستعيد كوكبنا”، الذي يركز على استعادة الأراضي ووقف التصحر وبناء مقاومة الجفاف.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إن هناك “مزيجاً ساماً من التلوث والفوضى المناخية وانهيار التنوع البيولوجي، يحوّل الأراضي السليمة في جميع أنحاء العالم إلى صحارٍ، وهذا يقضي على الغابات والأراضي العشبية ويستنزف صلابة الأرض التي تدعم النشاط الزراعي والمجتمعات المحلية”.
وحث غوتيريش على زيادة التمويل الموجه لدعم البلدان النامية في جهودها الرامية إلى التكيف مع ظواهر الطقس العنيفة وحماية الطبيعة ودعم التنمية المستدامة.
في اليوم العالمي للبيئة.. “تلوّث رباعي” يسمّم الحياة شمالي سوريا
في السياق ذاته، حذرت المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، إنغر أندرسن، من أن “تدهور الأراضي والتصحر يؤثران على أكثر من ثلاثة مليارات شخص، مشيرةً إلى أن كوكب الأرض يواجه عدة أزمات تتمثل في تغير المناخ، وأزمة الطبيعة وفقدان التنوع البيولوجي، بما في ذلك التصحر، وأزمة التلوث والنفايات.
وتخطط الأمم المتحدة لإعادة تأهيل مليار هكتار من الأراضي المتصحرة، علماً أن ست دول تعهدت العام الماضي باستصلاح 350 مليون هكتار من الأراضي.
ومن المقرر أن يلقي الأمين العام للأمم المتحدة اليوم كلمة خاصة في اليوم العالمي للبيئة، حول العمل المناخي من داخل المتحف الأمريكي للتاريخ الطبيعي في نيويورك.
وأشار برنامج الأمم المتحدة للبيئة إلى أن موضوع الاحتفال هذا العام باليوم العالمي للبيئة، يرتبط بثلاثة أهداف رئيسة ضمن أهداف التنمية المستدامة، منها ضمان توفر المياه وخدمات الصرف الصحي للجميع وإدارتها إدارة مستدامة، واتخاذ إجراءات عاجلة للتصدي لتغير المناخ وآثاره، وأخيرًا حماية النظم الإيكولوجية البرية وترميمها وتعزيز استخدامها على نحو مستدام.
وتقام احتفالية اليوم العالمي للبيئة هذا العام في المملكة العربية السعودية، إذ تعتبر السعودية من بين الدول التي تبنت عملية تأهيل الأراضي المتصحرة، وتوجد خطط لتأهيل 200 مليون هكتار من الأراضي المتدهورة داخل البلاد وخارجها، إلى جانب العمل على إعادة توطين الحيوانات.
ويعتبر اليوم العالمي للبيئة الوسيلة الرئيسة للأمم المتحدة لتعزيز الوعي العالمي والعمل من أجل البيئة ويتم الاحتفال به سنوياً منذ عام 1973.
وبحسب تقارير اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، التي يوافق عام 2024 الذكرى الثلاثين لاعتمادها، “فإن هناك 40% من أراضي كوكب الأرض باتت تمر حالياً بمرحلة تدهور عام، وقد انعكست نتائجها بشكل أو بآخر على أوضاع معيشة نصف سكان العالم، واقتصاده، وحالة نموه واستقراره، بما في ذلك زيادة معدل مدة الجفاف بنسبة 29% منذ عام 2000”.
كما حذّرت تقارير من تداعيات تجاهل المجتمع الدولي لهذه التحذيرات، ومن عدم اتخاذه الإجراءات العاجلة الكفيلة بمعالجة مسببات هذا التدهور ووقف تداعياته وتطوراته السلبية، متوقعة توسع حالات الجفاف وتأثيره المباشر على أكثر من ثلاثة أرباع سكان العالم بحلول عام 2050.