دمشق
دعا وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته وعدم تحميل الأردن هذه المسؤولية وحده، محذراً من تراجع الدعم الدولي المقدم للدولة المستضيفة للاجئين السوريين والمنظمات المعنية بهم.
وحذر الصفدي خلال لقائه نائب رئيس المفوضية الأوروبية مارغريتيس شيناس، بالعاصمة عمان، أمس الثلاثاء، من “تراجع الدعم الدولي المقدم إلى اللاجئين السوريين والدول المستضيفة والمنظمات المعنية بهم”، وفق بيان وزارة الخارجية الأردنية.
وأشار البيان، إلى أن اللقاء تناول “سبل تعزيز علاقات الشراكة بين الأردن والاتحاد الأوروبي وتطويرها في المجالات كافة”، موضحاً أن الصفدي ثمّن “الدعم الذي يقدمه الاتحاد الأوروبي للأردن، لمساعدته في تقديم الخدمات الأساسية للاجئين السوريين واستضافتهم”.
وشدد وزير الخارجية الأردني على “ضرورة استمرار التعاون بين الدول المانحة والدول المستضيفة لضمان توفير العيش الكريم للاجئين السوريين”.
وأكد الصفدي أهمية “تحمل المجتمع الدولي لمسؤولياته إزاء اللاجئين السوريين، وعدم تحميل هذه المسؤولية للأردن والدول المستضيفة وحده”.
وكانت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، قد أشارت إلى أن نحو 90 بالمئة من السكان في سوريا يعيشون في حالة من الفقر، ويعاني 12.9 مليون شخص من مشكلة انعدام الأمن الغذائي، إضافة إلى وجود 7.2 مليون شخص من النازحين داخلياً، وفي ظل مواجهة أزمات متعددة الأوجه، يحتاج 16.7 مليون شخص إلى المساعدة.
ويعيش نحو 1.3 مليون سوري في الأردن، يقيم جزء منهم في المملكة قبل بدء الصراع عام 2011، بحكم النسب والمصاهرة والعلاقات التجارية.
وتعترف مفوضية شؤون اللاجئين بوجود نحو 659 ألف منهم بصفة لاجئين في المملكة، يعيش أكثر من 80 بالمئة منهم بين الأردنيين في المجتمعات المضيفة، بينما يقطن الباقون في المخيمات كـ “مخيم الزعتري”.
الأغذية العالمي يعتزم إيقاف المساعدات لآلاف اللاجئين بالأردن
وفي 3 تموز/ يوليو الماضي، زار وزير الخارجية الأردني العاصمة دمشق، وبحث مع الرئيس السوري بشار الأسد ملفي اللاجئين السوريين ومكافحة تهريب المخدرات، لاسيما حبوب الكبتاغون.
وتعاني سوريا من صراع منذ 15 آذار/ مارس 2011، تحوّل إلى حرب، أسفرت عن دمار هائل وكارثة إنسانية عميقة، لا تزال البلاد ترزح تحت وطأتها.
والإثنين الماضي، أعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، عزمه إيقاف المساعدات الغذائية لآلاف اللاجئين في الأردن اعتباراً من الشهر القادم.
وقالت نائبة المدير الإقليمي لبرنامج الأغذية في الأردن لورين جوبليت في تصريحات لقناة (المملكة) الأردنية، إن البرنامج يعتزم إيقاف المساعدات عن 100 ألف لاجئ اعتباراً من تموز/ يوليو.
وأضافت: “البرنامج بحاجة لتوجيه الموارد المحدودة جداً التي لديه لإعطاء الأولوية للأسر الأشد احتياجاً لتلقي المساعدات”.
وقالت تقارير صادرة عن الأمم المتحدة، إن “نسبة انعدام الأمن الغذائي لدى اللاجئين في الأردن زادت خلال الربع الأول من عام 2024، مقارنةً بالربع الثاني من 2023، عقب تخفيض برنامج الأغذية مساعداته الشهرية للاجئين.
ويبلغ العدد الإجمالي للاجئين السوريين المسجلين لدى مفوضية شؤون اللاجئين نحو 724 ألف شخص حتى نهاية عام 2023، حيث يستضيف مخيم “الزعتري” شرقي مدينة المفرق شمالي البلاد ما يقرب من 80 ألفاً، بينما يستضيف مخيم “الأزرق” شمال شرق البلاد 38 ألفاً.
ويعمل 30% من البالغين في المخيمين بوظائف معظمها مؤقتة أو موسمية، وتشكل المساعدات النقدية مصدر الدخل الوحيد لـ57% من سكان المخيمات، بحسب مفوضية شؤون اللاجئين.