بيروت
تدهورت العلاقات بين أعضاء الكابينت المصغر بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة، خاصة بسبب عدم اتخاذ قرارات استراتيجية وعدم إحراز تقدم في قضية المحتجزين.
ونقلت قناة “كان” التلفزيونية الإسرائيلية، عن مصادر في مجلس الوزراء، أن حلّ المجلس الوزاري يبدو “أقرب من أي وقت مضى”. وقالت المصادر: “العلاقات المتوترة داخل المجلس الوزاري ليست بين أفراد المستوى السياسي أنفسهم فقط، بل بينهم وبين القيادة العسكرية كذلك”.
وكان وزراء في الحكومة قد هاجموا وزير الدفاع يوآف غالانت بقوة، وطالبوا بإقالته، متهمين إياه بالمسؤولية عن الفشل المستمر، بعد خلافات حول موضوع “اليوم التالي” للحرب في غزة، بعدما رفض حكماً عسكرياً في القطاع يسعى له رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
وردّ غالانت على الوزراء قائلاً: “أنا أول من يعارض دولة فلسطينية، وأؤيد السيطرة الإسرائيلية من النهر إلى البحر. لكن غزة ليست جبل الشيخ، ولا هي أورشليم (القدس)، هناك مليونان من الفلسطينيين، وليست هناك مصلحة إسرائيلية”. ورأى غالانت أن حكماً عسكرياً في غزة سيكلف كثيراً من الدم والمال والوقت.
وقبل الاجتماع كان مقرراً أن يخرج الوزير في حكومة الحرب الإسرائيلية، بيني غانتس، في خطاب يعتقد أنه سيحدد فيه لنتنياهو شروطه من أجل البقاء في المجلس. وقال موقع “واللا” عن مصادر إن غانتس سيعلن شروطه ومطالبه لنتنياهو من أجل بقائه في الحكومة ومجلس الحرب.
وجاء ذلك فيما دعاه زعيم المعارضة، يائير لبيد، للاستقالة من أسوأ حكومة في تاريخ إسرائيل والمطالبة بانتخابات مبكرة.
وناقش مجلس الوزراء، الذي يدير شؤون الحرب، لمدة 10 دقائق خلال جلسته السابقة، موضوع المفاوضات من أجل إطلاق سراح الرهائن، ثم قاطع رئيس الوزراء المتحدثين قائلاً إنه “لم يبقَ ما يكفي من الوقت لمناقشة الموضوع”، وإنه سيحدد موعداً لمتابعة المناقشة.
ويعني عدم الاتفاق على أولويات الحرب، بما في ذلك إنجاز صفقة تبادل، وحول “اليوم التالي” في غزة، انهيار مجلس الحرب، خاصة وأن الوزير الثاني في المجلس غادي أيزنكوت ينوي الاستقالة بسبب تحكم الوزيرين المتطرفين إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموترتيش في نتنياهو.
وقالت مصادر لهيئة البثّ الإسرائيلية “كان”، إن الوسطاء يحاولون تجديد مباحثات التهدئة، بعدما وقفت أمام طريق مسدودة، وإن مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، الذي يصل إلى إسرائيل اليوم الأحد، سيناقش مع المسؤولين الإسرائيليين الاتصالات الخاصة بالصفقة.
وتهدف زيارة سوليفان إلى وقف هجوم إسرائيلي أوسع تخطط له إسرائيل على مدينة رفح الحدودية مع مصر. ويعتقد البيت الأبيض أن التوصل إلى صفقة تبادل للأسرى هو الطريق الوحيدة من أجل الوصول إلى وقف إطلاق نار في غزة ومنع اجتياح شامل لمدينة رفح، وربما إنهاء الحرب التي أصبحت مصدر تهديد كبير للرئيس الأميركي جو بايدن قبل الانتخابات الرئاسية.
وتواصل إسرائيل هجومها على غزة. وقال تلفزيون الأقصى، إن عدداً من القتلى والجرحى سقطوا في قصف إسرائيلي لمنزل بالمخيم الجديد غرب النصيرات وسط قطاع غزة.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة، اليوم، ارتفاع عدد القتلى الفلسطينيين في الحرب الإسرائيلية على القطاع منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، إلى 35 ألفا و386، بينما زاد عدد المصابين إلى 79 ألفا و366.
وقالت الوزارة في بيان إن 83 فلسطينيا قتلوا وأصيب 105 آخرون جراء الهجمات الإسرائيلية على القطاع خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.