دمشق
كشف مدير مكافحة المخدرات الأسبق في الأردن، اللواء المتقاعد طايل المجالي، أسرار عمليات ومحاولات التهريب عبر سوريا بدعم إيراني على الأردن. وجاء ذلك عبر برنامج وثائقي بعنوان “على الواجهة”، بثته قناة (المملكة).
وقال المجالي لـ”المملكة”، إن المعلومات المتوافرة في الإدارة، تفيد بوجود “أكثر من 295 مصنعا لحبوب الكبتاغون على الأراضي السورية”.
وأضاف المجالي: “نعرف أماكن المصانع بمنتهى الدقة ومن وراء هذه المصانع”.
وتحدث شاهد عيان لـ”المملكة”، خلال الوثائقي، عن توريد المواد الأولية لمصانع المخدرات في سوريا عبر الحدود الإيرانية بطرق “رسمية وغير رسمية” وبحماية الفرقة الرابعة، وهي وحدة تتبع للقوات الحكومية السورية.
وتُعدّ الفرقة الرابعة أبرز الفرق العسكرية المنتشرة في المنطقة الحدودية بين لبنان وسوريا، وتتمتع بنفوذ كبير في مرفأ اللاذقية في غرب البلاد.
وأشار الشاهد إلى “تورط أجهزة أمنية وفصائل تتبع لـ(حزب الله) بعمليات التهريب”، وروى تفاصيل دقيقة عن مراحل وأساليب عمليات التهريب من سوريا تجاه الأردن.
وبث الوثائقي تسجيلا صوتيا لمهرب يوضح فيه تفاصيل عن تصنيع المخدرات في الجنوب السوري وعمليات التهريب إلى الأردن ودول الخليج، والظروف التي ساهمت في بدء عملية إنتاج وتصنيع المواد المخدرة داخل سوريا.
وقال شاهد عيان من سكان ريف محافظة درعا جنوبي سوريا، لـ”المملكة”، إن “فصائل وعصابات تستفيد من التجارة وتساعد بنقل المواد المخدرة”، و”الفرقة الرابعة لها الدور الكامل في تهريب المخدرات، وهي تستغل صلاحياتها العسكرية واللوجستية والسياسية للتنقل بين المحافظات، وهي الذراع الأساسية لنقل المادة للمناطق الحدودية”.
والكبتاغون تسمية قديمة لعقار يعود إلى عقود مضت، لكن تلك الحبوب، وأساسها الأمفيتامين المحفّز، باتت اليوم المخدّر الأول على صعيد التصنيع والتهريب وحتى الاستهلاك في منطقة الشرق الأوسط والخليج العربي.
ويعد الكبتاغون من المخدرات سهلة التصنيع ويصنّفها مكتب الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة على أنّها “أحد أنواع الأمفيتامينات المحفّزة” وهي عادة مزيج من الأمفيتامينات والكافيين ومواد أخرى.
ويواجه الأردن محاولات تهريب الكبتاغون، عبر حدوده مع سوريا بشتى الطرق والوسائل، بما في ذلك معبر نصيب الذي يعتبر المنفذ البري الوحيد الذي يربط بين سوريا والأردن، وذلك على الرغم من الجهود الدبلوماسية التي تبذلها عمان، إلا أنها فشلت حتى الآن في إقناع دمشق بوقف تدفق المخدرات إليها.
واشتكى العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، أول أمس الخميس خلال القمة العربية الـ33 في العاصمة البحرينية المنامة، من ازدياد عمليات تهريب الأسلحة والمخدرات من دول الجوار، في إشارة إلى سوريا.
وقتل وأصيب عدد من المهربين، الخميس، بعد إحباط الجيش الأردني محاولة تسلل وتهريب كميات من المخدرات قادمة من سوريا.
وأعلن الأردن، على مدار السنوات الماضية، عن إحباطه للعديد من محاولات تهريب الأسلحة والمخدرات إلى أراضيه عبر الحدود السورية، واشتباك جيشه عدة مرات مع مهربين.