بروكسل
أشار تقرير لصحيفة “وول ستريت جورنال”، إلى أن معدل الخصوبة العالمي، سينخفض إلى ما دون النقطة اللازمة للحفاظ على عدد سكان ثابت.
وطبقاً لتقرير الصحيفة، فإن معدلات الخصوبة تنخفض في كل مكان تقريباً حول العالم بالنسبة للنساء، على جميع مستويات الدخل والتعليم والمشاركة في قوة العمل.
ويأتي انخفاض معدلات المواليد مع آثار هائلة على الطريقة التي يعيش بها الناس، وكيفية نمو الاقتصادات وترتيب القوى العظمى في العالم.
من المفترض أن تكون التركيبة السكانية قوة بطيئة الحركة، لكن ركود المواليد يحدث بسرعة كبيرة وعلى نطاق واسع لدرجة أنه فاجأ كثيرين.
وتشير بعض التقديرات إلى أن عدد الأطفال الذين تنجبهم كل امرأة أقل من معدل الإحلال العالمي البالغ حوالي 2.2، إذ تجاوزت الولايات المتحدة هذا المستوى منذ فترة طويلة، فيما كان المعدل في كوريا الجنوبية، هو الأدنى في العالم.
وانخفضت معدلات الخصوبة، في الدول ذات الدخل المرتفع، إلى أقل من مستوى الإحلال في السبعينيات، بما في ذلك الانخفاض خلال فترة الوباء.
وتنخفض معدلات الخصوبة أيضاً في البلدان النامية، فرغم أن الهند التي تجاوزت الصين باعتبارها الدولة الأكثر اكتظاظاً بالسكان العام الماضي، فإن معدل الخصوبة فيها أصبح الآن أقل من مستوى الإحلال.
وقال الخبير الاقتصادي المتخصص في التركيبة السكانية بجامعة بنسلفانيا، خيسوس فرنانديز فيلافيردي، إن “الشتاء الديموغرافي قادم”.
ويحذر تقرير من صحيفة “الغارديان” من تفاقم أزمة السكان الأكبر سناً في الصين والهند واليابان وفرنسا، لتصبح “قنبلة موقوتة” ستعني مزيدا من إنفاق الأموال على فئة عمرية غير منتجة وتصبح عبئا على موازنات الدول.
ويعتقد بعض علماء الديموغرافيا أن عدد سكان العالم قد يبدأ في الانكماش في غضون 4 عقود، وهي إحدى المرات القليلة التي حدث فيها ذلك في التاريخ.
وفي عام 2017، عندما كان معدل الخصوبة العالمي – عدد الأطفال المتوقع أن تنجبهم المرأة خلال حياتها – 2.5، اعتقدت الأمم المتحدة أنه سينخفض إلى 2.4 في أواخر عشرينيات القرن الحالي.
وخلصت الأمم المتحدة، بحلول عام 2021، إلى أن هذا المعدل انخفض بالفعل إلى 2.3، وهو ما يقترب مما يعتبره الديموغرافيون معدل الإحلال العالمي البالغ حوالي 2.2.
ومعدل الإحلال، الذي يحافظ على استقرار السكان مع مرور الوقت، هو 2.1 في البلدان الغنية، وأعلى قليلا في البلدان النامية، حيث يولد عدد أقل من الفتيات مقارنة بالأولاد، وحيث يموت عدد أكبر من الأمهات خلال سنوات الإنجاب.
وفي حين أن الأمم المتحدة لم تنشر بعد معدلات الخصوبة المقدرة لعامي 2022 و2023، فقد أصدر فرنانديز فيلافيردي تقديراته الخاصة من خلال استكمال توقعات الأمم المتحدة بالبيانات الفعلية لتلك السنوات التي تغطي ما يقرب من نصف سكان العالم.
ووجد أن سجلات المواليد الوطنية عادة ما تسجل مواليد بنسبة 10 إلى 20% أقل مما توقعته الأمم المتحدة.
ويقدّر فرنانديز فيلافيردي أن معدل الخصوبة العالمي انخفض إلى ما بين 2.1 و2.2 خلال العام الماضي، وهو ما قال إنه سيكون أقل من الإحلال العالمي لأول مرة في تاريخ البشرية.