دمشق
أعاد لبنان، اليوم الثلاثاء، تسيير رحلات “العودة الطوعية” للاجئين السوريين، حيث تنظم المديرية العامة للأمن العام رحلتين تشمل ما يقارب 460 لاجئاً يعودون إلى ريف مدينة حمص والقلمون في سوريا.
وأشرف ممثلون عن المفوضية العليا للنازحين ومخابرات الجيش اللبناني، إضافة إلى جهاز الأمن العام على عودة اللاجئين، علماً بأن العائدين مسجلون لدى المفوضية العليا للاجئين.
وجاءت عودة هذه الدفعة من اللاجئين، بالتنسيق مع الحكومة السورية، حيث خصص معبران لعودة اللاجئين وهما معبر جلسة الحدودي في بلدة القاع باتجاه حمص وريفها، ومعبر وادي حميد الزمراني في عرسال باتجاه القلمون.
وانتهت المهلة التي حددها أهالي بعض المناطق اللبنانية للاجئين السوريين لمغادرتها، الجمعة الماضي، تحت التهديد والوعيد لما ستؤول إليه الأمور من عنف وتفلّت أمني.
ويقول لبنان الذي يشهد أزمة اقتصادية حادة منذ خريف عام 2019، إنه يستضيف نحو مليوني سوري، أقل من 800 ألف منهم مسجلون لدى الأمم المتحدة، وهو أعلى عدد من اللاجئين في العالم نسبة لعدد السكان، وفق فرانس برس.
وتنظر السلطات إلى الملف بوصفه عبئاً لم تعد تقوى على تحمّله بعد 4 سنوات من انهيار اقتصادي مزمن.
وتصاعدت مؤخراً النبرة العدائية تجاه اللاجئين، وسط إجماع من قوى سياسية رئيسية على ضرورة إيجاد “حل جذري” بإعادتهم إلى بلدهم، وفق ما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية.
ووصلت الحملة على اللاجئين السوريين في لبنان مستمرة، إلى حد طلب وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الأعمال، هكتور حجّار، تنظيم مؤتمر دولي مخصص لبحث هذا الملف، “يبدأ بقراءة معمقة للأسباب المتعددة لوجود السوريين في لبنان، والانطلاق منها للبحث عن حلول جدية لهم، بهدف عودتهم إلى سوريا أو إعادة توطينهم في دولة ثالثة”.
وأبدت 8 منظمات حقوقية، بينها “العفو الدولية” و”هيومن رايتس ووتش”، في بيان مشترك، أمس الاثنين، خشيتها من أن تؤدي مساعدة الاتحاد الأوروبي إلى “العودة القسرية للاجئين”.
وحذّرت الأمم المتحدة في شباط/ فبراير من أن الكثير من اللاجئين السوريين العائدين إلى بلدهم يواجهون “انتهاكات جسيمة” لحقوقهم ويتعرضون خصوصا “للتعذيب” و”العنف الجنسي”.
وكان الاتحاد الأوروبي قد قدم في 2 مايو الجاري، دعماً للبنان بقيمة مليار يورو، كمساعدات من أجل دعم مؤسسات الدولة واستضافة اللاجئين السوريين، وذلك خلال زيارة لرئيسة المفوضية الأوروبية أرسولا فون دير لاين والرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس إلى بيروت.
وكان المشاركون في مؤتمر “بروكسل الثامن لدعم سوريا والمنطقة”، قد شددوا على ضرورة تقديم ضمانات للبلدان التي تستضيف اللاجئين السوريين، ودمج احتياجات هؤلاء اللاجئين في خطط الاستجابة للدول المضيفة.
كما كان ملف إدماج اللاجئين وأوضاعهم الصعبة في المخيمات والتشديد على الحاجة إلى ضمانات اقتصادية واجتماعية طويلة الأجل للدول المضيفة، من المواضيع التي جرى بحثها خلال جلسات المؤتمر.