برلين
تنشغل ألمانيا بالإجراءات الأمنية المشدّدة ضمن مسعاها للحفاظ على سلامة وأمن المشجعين واللاعبين، وذلك قبل شهر على استضافتها كأس أوروبا التي ستكون الحدث الكروي الدولي الكبير الأول على أراضيها منذ مونديال 2006.
وتزداد المهمّة صعوبة في ظل التوتر الناجم عن الحرب الروسية على أوكرانيا والنزاع المتجدد بين إسرائيل والفلسطينيين.
ويتطلع منظمو البطولة القارية إلى احتواء التهديدات وإقصائها، من مثير الشغب المعروفين بالـ”هوليغنز”، إلى الهجمات الإرهابية المحتملة وحتى الهجمات الإلكترونية، بحسب ما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية.
وستكلّف قوّات الأمن بحماية حوالي 2.7 مليون مشجّع و24 معسكراً للمنتخبات منتشرة في جميع أنحاء البلاد، إضافة الى تأمين الملاعب العشرة التي تحتضن 51 مباراة بين 14 حزيران/يونيو و14 تموز/يوليو.
ومن المتوقع أيضاً أن تستقطب المناطق المخصّصة للمشجعين حوالي 12 مليون زائر خلال الحدث القاري.
وقال مدير البطولة فيليب لام لوكالة فرانس برس: “منذ البداية، كان الأمن على رأس أولوياتنا”.
ودعت ألمانيا، في خطوة غير مسبوقة، نحو 300 خبير أمني من جميع الدول التي تخوض النهائيات القارية، للمشاركة في مشروع مراقبة في المركز الدولي للتعاون البوليسي في مدينة نويس غرب البلاد.
وسيتناوب الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (ويفا) ووكالة الاتحاد الأوروبي للتعاون في مجال إنفاذ القانون (يوروبول)، إلى جانب مسؤولين من ألمانيا، على مراقبة الوضع على الأرض، انطلاقاً من مقرّ مركزي في غرفة اجتماعات ضخمة تبلغ مساحتها 500 متر مربع مجهّزة بـ 129 جهاز كمبيوتر وشاشة عملاقة يبلغ حجمها 40 متراً مربعاً.
وقال مدير المركز الدولي للتعاون البوليسي أوليفر شترودهوف لفرانس برس، إن “كل دولة تعرف مثيري الشغب لديها أفضل من أي دولة أخرى، وسيكون الخبراء الأجانب الموجودون في نويس قادرين على التعرف عليهم بسرعة أكبر”.
وأضاف: “حجم الوفود (ممثلو كل دولة في المركز الدولي للتعاون البوليسي) سيعتمد على عدد المشجعين ومدى خطورتهم. على سبيل المثال، سيكون لإنكلترا ممثلون أكثر بكثير من سويسرا”، نظراً لتاريخ مشجعيها في إثارة الشغب.
وقال متحدّث باسم وزارة الداخلية الألمانية “في القطارات وفي المحطات، ستعزّز الشرطة الفيدرالية وجودها بشكل واضح”، على أن ينطبق الأمر ذاته على المطارات.
وسيؤمّن الدرك الفرنسي الدعم للشرطة الألمانية من خلال دوريات مشتركة لمراقبة القطارات على السكك الحديد التي تربط فرنسا بألمانيا ذهاباً وإياباً، وتلك المؤدية الى الملاعب التي يخوض فيها المنتخب الفرنسي مبارياته.
وقالت الحكومة البريطانية إن أكثر من 1600 مشجع إنكليزي وويلزي الذين مُنعوا من دخول الملاعب بسبب سجلهم العنفي، لن يكونوا قادرين على السفر الى ألمانيا خلال البطولة.
وبالإضافة إلى الإجراءات الاعتيادية، قالت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر إن المنتخب الأوكراني سيخضع لإجراءات أمنية معززة في ظل الحرب الدائرة على أراضيه بسبب الغزو الروسي للبلاد.
وسيتم نشر ما بين 800 إلى 1300 شرطي حول الملاعب في كل مباراة، اعتماداً على طرفيها.
كما سيفرض طوق أمني ثلاثي حول كل ملعب، وستُفحص السيارات عند الحاجز الأول، بينما تفتّش حقائب المشجعين عند الثاني، قبل مسح تذاكرهم عند الثالث، في محاولة لمنع أي شخص من دخول الملعب بأسلحة أو متفجّرات.
وتشكّل مناطق المشجعين أيضاً تحدياً أمنياً، لاسيما أكبرها عند بوابة براندنبورغ في برلين والتي من المقرّر أن تستقبل عشرات الآلاف من الزوار في كل مباراة.
وقال يوهانس سال، الخبير الأمني في جامعة لوسيرن، إن هذه “الأهداف السهلة” أكثر عرضة للخطر لأنه “من الأسهل على المرتكبين التسلّل اليها وتنفيذ مخططاتهم”.
وسيقوم الجيش الألماني أيضاً بمراقبة الأجواء انطلاقاً من المركز الوطني للأمن الجوي الذي يقع على بعد قرابة 70 كيلومتراً من المركز الدولي للتعاون البوليسي.
وسيُراقب استخدام الطائرات المسيّرة (درون) عن كثب، مع تحديد مناطق محظورة على هذه الطائرات.
وقال سال: “إن الأحداث الرياضية الكبرى هي دائماً أهداف محتملة للهجمات الإرهابية”، واصفاً الوضع الأمني بأنه “متوتر جداً” في سياق الحرب في غزة والتهديد الدائم للتطرّف الإسلامي.