بيروت
أدان جوزيب بوريل، الممثل الأعلى باسم الاتحاد الأوروبي، جميع أعمال العنف، بما فيها التهديدات، ضد الصحفايين لممارستهم مهنتهم، سواء ارتكبتها دول أو جماعات منظمة أو أفراد. وقال: “يجب ألا يكون هناك إفلات من العقاب على هذه الجرائم، بغض النظر عن مكان ارتكابها”.
أضاف بوريل أن الصحافيين والعاملين في وسائل الإعلام يمارسون بشجاعة حريتهم في التعبير، وغالباً ما يتعرضون لمخاطر كبيرة بسبب ذلك، موضحاً في بيان أصدرته الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، لمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة، أنه في عام 2024 أصبح عمل الصحافيين أكثر أهمية من أي وقت مضى.
من المنفى
وشدد بوريل على ضرورة حماية الصحافيين والعاملين في وسائط الإعلام الذين يغطون النزاعات المسلحة وفقاً للقانون الدولي الإنساني، معرباً عن أسف الاتحاد الأوروبي للزيادة الهائلة في عدد الصحافيين الذين قتلوا أو جرحوا في أثناء تغطيتهم للعواقب المدمرة للحروب.
وفي هذه المناسبة، قال المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزّة اليوم الخميس إنّ إسرائيل قتل 141 صحافياً فلسطينياً منذ بدء الحرب على قطاع غزّة، وأصابت أكثر من 70 آخرين بجراح، كما اعتقلت 20 صحافياً.
كما قالت منظمة العفو الدولية إن تحقيقاً في الضربتَيْن الإسرائيليتَيْن على مجموعة تضم سبعة صحفيين في جنوب لبنان في 13 تشرين الأول/أكتوبر 2023 يكشف أن الهجوم الذي أودى بحياة الصحافي عصام عبد الله، الذي كان يعمل في وكالة “رويترز” وأصاب ستة آخرين بجروح، “يرجّح أن يكون هجوماً مباشراً على مدنيين يجب التحقيق فيه كجريمة حرب”.
وأضافت المنظمة أن نتائج تحقيقاتها المكثفة تشير إلى أنه كان واضحاً أنّ المجموعة تضم صحافيين، وأن الجيش الإسرائيلي عرف أو كان يجب أن يعرف أنهم مدنيون، ومع ذلك هاجمهم بضربتين فصلت بينهما 37 ثانية.
إلى ذلك، قالت “بي بي سي” إن عدد صحافييها العاملين من المنفى ازداد بنحو الضِعف، وصولاً إلى 310 صحافيين، منذ عام 2020، في رقم يعكس حملات قمعية في روسيا وأفغانستان وإثيوبيا، وفي بلدان أخرى مثل إيران، حيث يعيش الصحافيون في الخارج منذ أكثر من عقد من الزمن، وحيث يواجه كثيرون منهم في المنفى أحكاماً بالسجن في بلادهم، وتهديدات بالقتل، ومضايقات، سواء في الواقع الحقيقي أو الافتراضي، “والطريقة الوحيدة التي يمكنهم من خلالها مواصلة القيام بمهامهم الصحافية هي مغادرتهم بلادهم قسراً”، بحسب ليليان لاندور، مديرة الخدمة العالمية في “بي بي سي”.
ليست خياراً بل ضرورة
وفي رسالة بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة، قال أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، إن حرية الإعلام تعاني الحصار، “وقد غدا العمل الصحافي المتخصص في قضايا البيئة مهنة لا تنفك خطورتها تزداد. فقد قتل على مدى العقود القليلة الماضية عشرات من الصحفيين الذين كانوا يتصدون في عملهم للأنشطة غير القانونية المتعلقة بالتعدين وقطع الأشجار وكذلك الصيد غير المشروع وغيرها من القضايا البيئية. ولم يحاسب على ذلك أحد في الغالبية الساحقة من الحالات”.
أضاف غوتيريش أن الصحافيين المهتمين بقضايا البيئة ليسوا وحدهم المعرضين للخطر، ففي كل أنحاء العالم، “يجازف العاملون في وسائل الإعلام بحياتهم وهم يحاولون تزويدنا بالأخبار عن كل ما يجري، بدءاً بالحروب وانتهاء بالديموقراطية، وإنني أشعر بالهول والفزع من العدد الكبير من الصحافيين الذين لقوا حتفهم في العمليات العسكرية الإسرائيلية الدائرة رحاها في غزة”.
وأكد غوتيريش أن الأمم المتحدة تعترف بالعمل القيم الذي يقوم به الصحافيون والعاملون في وسائل الإعلام لضمان إعلام الجمهور بالقضايا الجارية وإشراكه فيها، “وإننا لن نستطيع مكافحة المعلومات المغلوطة والمعلومات المضللة من دون وقائع، ولن تكون لدينا سياسات قوية دون مساءلة. كما لن ننعم بأي شكل من أشكال الحرية إذا انعدمت حرية الصحافة”.
وختم رسالته بالقول: “حرية الصحافة ليست خياراً، إنما هي ضرورة”.